معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٠٥
إن شئت جعلت (ما) جحدا تريد : ليست تغنى عنهم النذر، «١» وإن شئت جعلتها فى موضع أىّ - كأنك قلت. فأىّ شىء تغنى النذر «٢». [١٨٧/ ا]
و قوله : خاشعا أبصارهم (٧).
إذا تقدّم الفعل قبل اسم مؤنث، وهو له أو قبل جمع مؤنث مثل : الأبصار، والأعمار وما أشبهها - جاز تأنيث الفعل وتذكيره وجمعه، وقد أتى بذلك فى هذا الحرف، فقرأه ابن عباس (خاشعا).
[حدثنى محمد بن الجهم قال ] «٣» حدثنا الفراء قال : وحدثنى هشيم وأبو معاوية عن وائل ابن داود عن مسلم بن يسار عن ابن عباس أنّه قرأها (خاشعا).
[حدثنى محمد قال ] «٤» حدثنا الفراء قال : وحدثنى هشيم عن عوف الأعرابى عن الحسن وأبى رجاء العطاردىّ أن أحدهما قال :(خاشعا) والآخر (خُشَّعاً).
قال الفراء : وهى فى قراءة عبد اللّه (خاشعة أبصارهم) «٥». وقراءة الناس بعد (خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ) «٦».
وقد قال الشاعر :
و شباب حسن أوجههم من إياد بن نزار بن معدّ «٧»
و قال الآخر.
يرمى الفجاج بها الركبان معترضا أعناق بزّلها مرخى لها الجدل «٨»
(٣، ٤) زيادة فى ب.
(٥) انظر قراءة عبد اللّه : خاشعة أبصارهم، فى المصاحف للسجستانى ص : ٧٢.
(٦) جاء فى تفسير الطبري : واختلفت القراء فى قوله : خاشعا أبصارهم فقرأ ذلك عامة قراء المدينة وبعض المكيين والكوفيين : خشعا بضم الخاء وتشديد الشين بمعنى خاشع، وقرأه عامة قراء الكوفة وبعض البصريين :
خاشعا أبصارهم بالألف على التوحيد (الطبري ٢٧/ ٤٨).
(٧) البيت للحرث بن دوس الأنصاري، ويروى لأبى دؤاد الأنصاري (انظر تفسير القرطبي ١٧/ ١٢٩) (والبحر ٨/ ١٧٥) وفى ح : وشهاب مكان وشباب، تحريف. وفى ش : إياد نزار، سقط.
(٨) انظر البحر المحيط ٨/ ١٧٥ واختلاف الرواية فيه.