معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٠٩
المحتظر، وهو كما قال :«إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ «١» الْيَقِينِ»، والحق هو اليقين، وكما قال :«وَ لَدارُ الْآخِرَةِ «٢» خَيْرٌ» فأضاف الدار إلى الآخرة، وهى الآخرة، والهشيم : الشجر إذا يبس.
وقوله : نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ (٣٤).
سحر هاهنا يجرى لأنه نكرة، كقولك : نجيناهم بليل، فإذا ألقت منه العرب الباء لم يجروه، فقالوا : فعلت هذا سحر يا هذا، وكأنهم فى تركهم إجراءه أنّ كلامهم كان فيه بالألف واللام، فجرى على ذلك، فلما حذفت الألف واللام، وفيه نيتهما لم يصرف. كلام العرب أن يقولوا : مازال عندنا هذا السحر، لا يكادون يقولون غيره.
وقوله : فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ (٣٦). كذّبوا بما قال لهم.
وقوله : وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ (٣٨) :
العرب تجرى : غدوة، وبكرة، ولا تجريهما وأكثر «٣» الكلام فى غدوة ترك الإجراء وأكثره فى بكرة أن تجرى.
قال : سمعت «٤» بعضهم يقول : أتيته بكرة باكرا، فمن لم يجرها جعلها معرفة لأنها اسم تكون أبدا فى وقت واحد بمنزلة أمس وغد، وأكثر ما تجرى العرب غدوة إذا قرنت «٥» بعشية، فيقولون : إنى لآتيك غدوة وعشية، وبعضهم غدوة وعشية، ومنهم من لا يجرى عشية [١٨٨/ ا] لكثرة ما صحبت غدوة.
وقوله : عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ (٣٨).
يقول : عذاب حق.
وقوله : أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ (٤٣)

(١) سورة الواقعة الآية : ٩٥.
(٢) سورة يوسف الآية : ١٠٩.
(٣) فى ح : وأكبر، تحريف.
(٤) فى ب، ش : وسمعت.
(٥) فى ش : قربت وهو تصحيف.


الصفحة التالية
Icon