معاني القرآن، ج ٣، ص : ١١٠
يقول : أكفاركم يأهل مكة خير من هؤلاء الذين أصابهم العذاب أم لكم براءة فى الزبر؟
يقول : أم عندكم براءة من العذاب، ثم قال : أم يقولون : أي أيقولون : نحن جميع كثير منتصر،
فقال اللّه :«سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ» (٤٥) وهذا يوم بدر.
وقال : الدبر فوحّد، ولم يقل : الأدبار، وكلّ جائز، صواب أن تقول : ضربنا منهم الرءوس والأعين، وضربنا منهم الرأس واليد، وهو كما تقول : إنه لكثير الدينار والدرهم، تريد الدنانير والدراهم «١».
وقوله : وَالسَّاعَةُ أَدْهى «٢» وَأَمَرُّ (٤٦). يقول : أشد «٣» عليهم من عذاب يوم بدر، وأمرّ من المرارة.
وقوله : يَوْمَ «٤» يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ (٤٨).
وفى قراءة عبد اللّه «يوم يسحبون إلى النار على وجوههم».
وقوله : ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨). سقر : اسم من أسماء جهنم لا يجرى، وكل اسم كان لمؤنث فيه الهاء أو ليس فيه الهاء فهو لا يجرى «٥» إلا أسماء «٦» مخصوصة خفت فأجريت، وترك بعضهم إجراءها، وهى : هند، ودعد، وجمل، ورئم، تجرى ولا تجرى. فمن لم يجرها قال :
كل مؤنث فحظه ألا يجرى، لأن فيه معنى الهاء، وإن لم تظهر ألا ترى أنك إذا حقّرتها وصغرتها قلت : هنيدة، ودعيدة، ومن أجراها قال : خفت لسكون الأوسط منها، وأسقطت الهاء، فلم تظهر فخفّفت فجرت.
وقوله : وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ (٥٠). «٧» أي : مرة واحدة «٨» هذا للساعة كلمح خطفة.

(١) فى ب، ش : الدراهم والدنانير.
(٢) فى ش : أهو، تحريف.
(٣) فى ح، ش : امتد، تحريف.
(٤) سقط «يوم» فى ح، وسقط «يوم يسحبون» فى ش.
(٥) فى ش : فهو لا يجوز، تحريف.
(٦) فى ب : إلا اسما.
(٧، ٨) سقط فى ح.


الصفحة التالية
Icon