معاني القرآن، ج ٣، ص : ١١٣
و منه قول اللّه عز وجل :«فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ» «١»، و«من» إنما تكون للناس، فلما فسّرهم وقد كانوا اجتمعوا فى قوله :«وَ اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ» «٢» فسرهم بتفسير الناس.
وقوله : وَالسَّماءَ رَفَعَها فوق الأرض وَوَضَعَ الْمِيزانَ (٧). فى الأرض وهو العدل.
وفى قراءة عبد اللّه : وخفض الميزان، والخفض والوضع متقاربان فى المعنى.
وقوله : أَلَّا تَطْغَوْا (٨).
وفى قراءة عبد اللّه : لا تطغوا بغير أن فى الوزن وأقيموا اللسان.
وقوله : أَلَّا تَطْغَوْا إن شئت جعلتها مجزومة بنية النهى، وإن شئت جعلتها منصوبة بأن، كما قال اللّه :«إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ» «٣» وأن تكون - (تطغوا) فى موضع جزم أحبّ إلىّ لأن بعدها أمرا.
وقوله : وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ (٩).
وقوله : وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ (١٠). لجميع الخلق.
وقوله : وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ (١٢). خفضها الأعمش، ورفعها الناس «٤».
فمن خفض أراد : ذو العصف وذو الريحان، ومن رفع الريحان جعله تابعا لذو. و«٥» العصف، فيما ذكروا : بقل الزرع لأن العرب تقول : خرجنا نعصف الزرع إذا قطعوا منه شيئا قبل أن يدرك فذلك العصف، والريحان هو رزقه، والحب هو الذي يؤكل منه. والريحان فى كلام العرب :

(١، ٢) سورة النور الآية : ٤٥، و(خالق) قراءة حمزة والكسائي، كما فى الإتحاف : ١٦٩.
(٣) سورة الأنعام الآية : ١٤.
(٤) جاء فى الإتحاف : ٤٠٥ - واختلف فى «وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ» : فابن عامر بالنصب فى الثلاثة على إضمار فعل أي أخص، أو خلق أو عطفا على الأرض، وذا صفة الحب. وقرأ حمزة والكسائي وخلف برفع الأولين : أعنى الحب، وذو. وجرّ الريحان عطفا على العصف وافقهم الأعمش، والباقون بالرفع فى الثلاثة عطفا على المرفوع قبله. أي : فيما فاكهة، وفيما الحب، وذو صفة.
(٥) سقط فى ش.


الصفحة التالية
Icon