معاني القرآن، ج ٣، ص : ١١٤
الرزق، ويقولون : خرجنا نطلب ريحان اللّه. الرزق عندهم «١»، وقال بعضهم : ذو العصف المأكول من الحب، والريحان : الصحيح الذي «٢» لم يؤكل.
ولو قرأ قارئ :«و الحبّ ذا العصف والريحان» لكان جائزا، أي : خلق ذا وذا، وهى فى مصاحف أهل الشام : والحبّ ذا «٣» العصف، ولم نسمع بها قارئا، كما أن فى بعض مصاحف أهل الكوفة :
«و الجار ذا القربى» «٤» [١٨٩/ ا] ولم يقرأ به أحد، وربما كتب الحرف على جهة واحدة، وهو فى ذلك يقرأ بالوجوه.
وبلغني : أن كتاب على بن أبى طالب رحمه اللّه كان مكتوبا : هذا كتاب من على بن أبو طالب كتابها : أبو. فى كل الجهات، وهى تعرّب فى الكلام إذا قرئت.
وقوله : فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (١٣). وإنما ذكر فى أول الكلام : الإنسان ففى ذلك وجهان :
أحدهما : أن العرب تخاطب الواحد بفعل الاثنين، فيقال : ارحلاها، ازجراها يا غلام.
والوجه الآخر : أن الذّكر أريد فى الإنسان والجان، فجرى لهما من أول السورة إلى آخرها.
وقوله : خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ (١٤).
وهو طين خلط برمل، فصلصل كما يصلصل الفخار، ويقال : من صلصال منتن يريدون به : صلّ، فيقال : صلصال كما يقال : صرّ الباب عند الإغلاق، وصرصر. والعرب تردد اللام فى التضعيف فيقال :
كركرت الرجل يريدون : كررته وكبكبته، «٥» يريدون : كببته «٦».
وسمعت بعض العرب يقول : أتيت فلانا فبشبش بي من البشاشة، وإنما فعلوا ذلك كراهية اجتماع ثلاثة أحرف من جنس واحد.
(٢) سقط فى ش.
(٣) فى ح : والحب ذو. [.....]
(٤) النساء الآية ٣٦.
(٥، ٦) سقط فى ح.