معاني القرآن، ج ٣، ص : ١١٨
بين عذاب جهنم وبين الحميم إذا عطشوا، والآنى : الذي قد انتهت شدّة حره.
وقوله : وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (٤٦) ذكر المفسرون : أنهما بستاتان من بساتين الجنة، وقد يكون فى العربية : جنة تثنيها العرب فى أشعارها أنشدنى بعضهم :
و مهمين قذفين مرتين قطعته [بالأمّ ] لا بالسّمتين «١»
يريد : مهمها وسمتا واحدا، وأنشدنى آخر :
يسعى بكيداء ولهذمين قد جعل الأرطاة جنتين
و ذلك أن الشعر له قواف يقيمها الزيادة والنقصان، فيحتمل ما لا يحتمله الكلام.
قال الفراء : الكيداء : القوس، ويقال : لهذم ولهذم لغتان، وهو السهم.
وقوله : مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ (٥٤) الإستبرق : ما غلظ من الديباج، وقد تكون البطانة : ظهارة، والظهارة بطانة فى كلام العرب، وذلك أن كل واحد منهما [١٩٠/ ا] قد يكون وجها، وقد تقول العرب : هذا ظهر السماء، وهذا بطن السماء لظاهرها الذي تراه.
قال : وأخبرنى بعض فصحاء المحدثين عن ابن الزبير يعيب قتلة عثمان رحمه اللّه فقال : خرجوا عليه كاللصوص من وراء القرية، فقتلهم اللّه كلّ قتلة، ونجا من نجا منهم تحت بطون الكواكب.
يريد : هربوا ليلا، فجعل ظهور الكواكب بطونا، وذلك جائز على ما أخبرتك به.
وقوله : لَمْ يَطْمِثْهُنَّ [إِنْسٌ ] «٢» (٥٦) قرأت القراء كلهم بكسر الميم فى يطمثهن. حدثنا الفراء قال : وحدثنى رجل عن أبى اسحق
جبتهما بالنعت لا بالنعتين والقذف : البعيد من الأرض. والموت : الأرض لا ماء فيها ولا نبات. الكتاب : ١ : ٢٤١، والخزانة : ١ :
٣٧٦، وشرح شواهد الشافية : ٦٠، ٩٤.
(٢) التكملة من ب.