معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٢
تام عند قوله :(آياته) «١». ولو كان رفعا على أنه من نعت الكتاب كان صوابا. كما قال فى موضع آخر :«كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ» «٢»، وكذلك قوله :«بَشِيراً وَنَذِيراً «٣»» فيه «٤» ما فى :
«قُرْآناً عَرَبِيًّا».
وقوله : وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ (٥).
يقول : بيننا وبينك فرقة فى ديننا، فاعمل فى هلاكنا إننا عاملون فى ذلك منك، ويقال :
فاعمل بما تعلم من دينك فإننا عاملون بديننا.
وقوله : لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ (٧).
والزكاة «٥» فى هذا الموضع : أن قريشا كانت تطعم الحاج وتسقيهم، فحرموا ذلك من آمن بمحمد صلى اللّه عليه فنزل هذا فيهم، ثم قال : وفيهم أعظم من هذا كفرهم بالآخرة.
وقوله : وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها (١٠) وفى قراءة عبد اللّه : وقسم فيها أقواتها «٦»، جعل فى هذه «٧» ما ليس فى هذه ليتعايشوا ويتجروا.
وقوله : سَواءً لِلسَّائِلِينَ (١٠) نصبها «٨» عاصم وحمزة، وخفضها الحسن «٩»، فجعلها من نعت الأيام، وإن شئت من نعت

(١) جاء فى تفسير النسفي : نصب :«قرآنا عربيا. على الاختصاص والمدح، أي أريد بهذا الكتاب المفصل قرآنا من صفته : كيت وكيت، أو على الحال أي فصلت آياته فى حال كونه قرآنا عربيا تفسير النسفي ٣/ ٢٦٤، وانظر تفسير الطبري ٢٤/ ٥٣.
(٢) سورة ص : آية ٢٩.
(٣) قرأ زيد بن على :«بشير ونذير»
برفعهما على الصفة لكتاب، أو على خبر مبتدأ محذوف (البحر المحيط ٧/ ٤٨٣) وانظر تفسير الطبري ٢٤/ ٥٣.
(٤) سقط (فيه) فى ح، ش.
(٥) سقط فى ح، ش لفظ (الزكاة).
(٦) انظر الطبري ٢٤/ ٥٧. [.....]
(٧) زاد فى ب بعد هذه الأولى كلمة البلدة بين السطور.
(٨) فى كل من ب، ح، ش نصبا العوام عاصم وحمزة.
(٩) قرأ الجمهور «سواء» بالنصب على الحال، وأبو جعفر بالرفع أي : هو سواء، وزيد بن على والحسن وابن أبى اسحق وعمرو بن عبيد، وعيسى، ويعقوب بالخفض نعتا لأربعة أيام (البحر المحيط ٧/ ٤٨٦، وانظر الإتحاف : ٣٨٠)


الصفحة التالية
Icon