معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٢٣
لمخلّد، وإذا لم تذهب أسنانه عن «١» الكبر قيل أيضا : إنه لمخلد «٢»، ويقال : مخلّدون مقرّطون، ويقال : مسوّرون.
[١٩١/ ا] وقوله : بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ (١٨).
والكوب : ما لا أذن له ولا عروة له. والأباريق : ذوات الآذان والعرا.
وقوله : لا يُصَدَّعُونَ عَنْها (١٩) عن الخمر وَلا يُنْزِفُونَ (١٩) أي : لا تذهب عقولهم.
يقال للرجل إذا سكر قد نزف «٣» عقله، وإذا ذهب دمه وغشى عليه أو مات قيل : منزوف.
ومن قرأ :«يُنْزِفُونَ» : يقول : لا تفنى خمرهم، والعرب تقول للقوم إذا فنى زادهم : قد أنزفوا وأقتروا «٤»، وانفضوا، وأرملوا، وأملقوا.
وقوله : وَحُورٌ عِينٌ (٢٢).
خفضها أصحاب عبد اللّه وهو وجه العربية، وإن كان أكثر القراء على الرفع لأنهم هابوا أن يجعلوا الحور العين يطاف بهن، فرفعوا على قولك : ولهم حور عين، أو عندهم حور عين. والخفض على أن تتبع آخر الكلام بأوله، وإن لم يحسن فى آخره ما حسن فى أوله، أنشدنى بعض العرب :
إذا ما الغانيات برزن يوما وزجّجن الحواجب والعيونا «٥»
فالعين لا تزجج إنما تكحّل، فردّها على الحواجب لأن المعنى يعرف، وأنشدنى آخر :
و لقيت زوجك فى الوغى متقلدا سيفا ورمحا «٦»
و الرمح لا يتقلد، فردّه على السيف وقال آخر :
تسمع للأحشاء منه لغطا ولليدين جسأة وبددا «٧»
(٢) فى ا، ب : مخلد.
(٣) فى ح : قد طرف عقله.
(٤) فى ش : واقتربوا، تحريف.
(٥) البيت للراعى النميري. وانظر شرح شواهد المغني : ٢ : ٧٧٥، ٧٧٦ والدرر اللوامع : ١ : ١٩١.
(٦) يروى الشطر الأول هكذا :
يا ليت زوجك قد غدا
انظر الخصائص : ٢ : ٤٣١. [.....]
(٧) يروى (الأجواف) مكان الأحشاء، وجمعها على إرادة جوانب الجوف. والجسأة : اليبس والتصلب.
الخصائص : ٢ : ٤٣٢.