معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٢٤
و أنشدنى بعض بنى دبير :
علفتها تبنا وماء باردا حتى شتت همالة عيناها «١»
و الماء لا يعتلف إنما يشرب، فجعله تابعا للتبن، وقد كان ينبغى لمن قرأ : وحور عين لأنهن - زعم - لا يطاف بهن أن يقول :«وَ فاكِهَةٍ وَلَحْمِ طَيْرٍ» لأن الفاكهة واللحم لا يطاف بهما - ليس يطاف إلّا بالخمر وحدها ففى ذلك بيان لأن الخفض وجه الكلام. وفى قراءة أبى بن كعب :
و حورا عينا «٢» أراد الفعل الذي تجده فى مثل هذا من الكلام كقول الشاعر :
جئنى بمثل بنى بدر لقومهم أو مثل أسرة منظور بن سيار «٣»
و قوله : إِلَّا قِيلًا سَلاماً سَلاماً (٢٦).
إن شئت جعلت السلام تابعا للقيل، وهو هو، وإن شئت أردت - إلّا قيل سلام سلام، فإذا نونت نصبت، لأن الفعل واقع عليه، ولو كان مرفوعا - قيلا سلام سلام لكان جائزا.
وأنشدنى بعض العرب وهو العقيلي :
فقلنا السلام فاتقت من أميرها فما كان إلا ومؤها بالحواجب «٤»
أراد حكاية المبتدى بالسلام، وسمع الكسائي العرب يقولون : التقينا فقلنا : سلام سلام، ثم تفرقنا أراد. قلنا : سلام عليكم فردوا علينا.
وقوله : فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ «٥» (٢٨).
لا شوك فيه.
وقوله : وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩).
ذكر الكلبي : أنه الموز، ويقال : هو الطلح الذي تعرفون.
لما حططت الرحل عنبا واردا
انظر الخزانة : ١ : ٤٩٩.
(٢) على معنى : ويزوجون حورا عينا، كما فى المحتسب : ٢ ٣٠٩.
(٣) البيت لجرير يخاطب الفرزدق. الديوان : ٣١٢، والكتاب : ١ : ٤٨، ٨٦، والمحتسب : ٢ : ٧٨
(٤) اقتصر فى المخصص : ١٣ : ١٥٥ على العجز.
(٥) فى ش : مخضوض، تحريف.