معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٢٨
الأموى قال : سمعت ابن جريج يقرأ :«فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ» بالفتح، قال : فذكرت ذلك لجعفر ابن محمد قال : فقال : أو ليست كذاك؟ أما بلغك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه بعث بديل ابن ورقاء الخزاعي إلى أهل منى، فقال : إنها أيام أكل وشرب وبعال.
«١» قال الفراء : البعال : النكاح، وسائر القراء يرفعون الشين :«فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ» و«الْهِيمِ» : الإبل التي يصيبها داء فلا تروى من الماء، واحدها : أهيم، والأنثى : هيماء.
ومن العرب من يقول : هائم، والأنثى «٢» هائمة، ثم يجمعونه على هيم، كما قالوا : عائط «٣» وعيط، وحائل وحول، وهو فى المعنى : حائل حول إلا أن الضمة تركت فى هيم لئلا تصير الياء واوا. ويقال «٤» : إن الهيم الرمل. يقول : يشرب أهل النار كما تشرب السّهلة «٥» قال قال الفراء : الرملة بعينها السهلة، وهى سهلة وسهلة.
وقوله : أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ (٥٨).
يعنى : النّطف إذا قذفت فى أرحام النساء.
وقوله : أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ (٥٩).
تخلقون تلك النطف أم نحن الخالقون. وقد يقال للرجل : منى وأمنى، ومذى وأمذى، فأمنى أكثر من منى، ومذى [أكثر من أمذى ] «٦».
وقوله : أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ (٦٣) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ «٧» (٦٤).
أي : تنبتونه.
وقوله : فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (٦٥).
تتعجبون مما نزل بكم فى زرعكم، ويقال : معنى تفكهون : تندمون.
(٢) فى ش : واللأنثى.
(٣) العائط : التي لم تحمل سنين من غير عقم.
(٤) فى ش : فيقال :
(٥) السّهلة : رمل خشن ليس بالدقاق الناعم. يقول عز وجل : يشرب أهل النار، كما تشرب السهلة - اللسان : سهل وهيم.
(٦) سقط فى ح
(٧) فى ش تزرعون، تحريف.