معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٣٣
و إن شئت نصبتها على القطع لأنها نكرة من نعت معرفة، ولو رفعت البشرى باليوم كقولك : اليوم بشراكم اليوم سروركم، ثم تنصب الجنات «١» على القطع، ويكون فى هذا المعنى رفع اليوم ونصبه كما قال الشاعر :
زعم البوارح أنّ رحلتنا غدا وبذاك خبرنا الغداف الأسود «٢»
و قوله : ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ (١٢) وهى فى قراءة عبد اللّه :«ذلك الفوز العظيم» بغير هو.
وفى قراءتنا «ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ» : كما كان فى قراءتنا «فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ» «٣» (٢٤) وفى كتاب أهل المدينة :«فإن اللّه الغنى الحميد» «٤».
وقوله : لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا (١٣) وقرأها يحيى بن وثاب والأعمش وحمزة (أنظرونا). من أنظرت، وسائر القراء على (انظرونا) بتخفيف الألف «٥»، ومعنى : انظرونا.
انتظرونا، ومعنى أنظرونا، أخرونا كما قال :«أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ» «٦»، وقد تقول العرب :
«انظرنى» «٧» وهم يريدون : انتظرنى «٨» تقوية لقراءة يحيى، قال الشاعر :
أبا هند فلا تعجل علينا وأنظرنا نخبّرك اليقينا «٩»
فمعنى هذه : انتظرنا قليلا نخبرك لأنه ليس هاهنا تأخير، إنما هو استماع «١٠» كقولك للرجل :
اسمع منى حتى أخبرك :
و قوله : قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ (١٣).

(١) فى ش : ثم نصبت على القطع.
(٢) البيت للنابغة انظر اللسان مادة : قوا وشرح المعلقات السبع للزوزنى : ١٨٧، والغداف : غراب القيظ الضخم. وفى ب، ش يخبرنا مكان خبرنا. [.....]
(٣) وفى المصحف المكي :«فإن اللّه الغنى الحميد» النشر : ١/ ١١.
(٤) فى ش : فإن اللّه هو الغنى الحميد. وهو خطأ وسيذكر ما يدل على ذلك فى ص : ١٣٦ الآية.
(٥) التخفيف قراءة طلحة، وزيد بن على (البحر المحيط ٨/ ٢٢١).
(٦) سورة الأعراف : الآية ١٤.
(٧، ٨) سقط فى ش.
(٩) البيت لعمرو بن كلثوم. انظر تفسير الطبري ٢٧/ ٢٢٤، شرح المعلقات للزوزنى : ١٢٢.
(١٠) فى ش : استمعا مع تحريف.


الصفحة التالية
Icon