معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٣٤
قال المؤمنون للكافرين : ارجعوا إلى الموضع الذي أخذنا منه [١٩٣/ ب ] النور، فالتمسوا النور منه، فلما رجعوا ضرب اللّه عز وجل بينهم : بين المؤمنين والكفار بسور، وهو السور الذي يكون عليه أهل الأعراف.
وقوله : لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ الجنة، وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ (١٣) النار، وفى قراءة عبد اللّه : ظاهره من تلقائه العذاب.
وقوله : يُنادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ (١٤) على دينكم فى الدنيا، فقال المؤمنون :«بَلى وَلكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ» (١٤) إلى آخر الآية.
وقوله : فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ (١٥).
القراء على الياء، وقد قال بعض أهل الحجاز [لا] «١» تؤخذ «٢» والفدية مشتقة من الفداء، فإذا تقدم الفعل قبل «٣» الفدية والشفاعة والصيحة والبينة وما أشبه ذلك، فإنك «٤» مؤنث فعله وتذكّره «٥»، قد جاء الكتاب بكل ذلك.
وقوله عز وجل : مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ (١٥) أي : هى أولى بكم.
وقوله : أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ (١٦).
وفى يأن لغات : من العرب من يقول : ألم يأن لك، وأ لم يئن لك مثل : يعن، ومنهم من يقول : ألم ينل لك باللام، ومنهم من يقول : ألم ينل لك، وأحسنهن التي أتى بها القرآن وقوله : وَما نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ (١٦).
قرأها عاصم، وبعض أهل المدينة (نزل) مشددة «٦»، وقرأها «٧» بعضهم :«و ما «٨» نزل» مخففة وفى قراءة عبد اللّه : وما أنزل «٩» من الحق، فهذا قوة لمن قرأ : نزّل.
(٢) العبارة فى ح : تؤخذ لفدية، تحريف.
(٣) سقط في ح.
(٤) في ش : فإن تؤنث فعله ويذكره، تحريف.
(٥) قرأ الجمهور لا يؤخذ، وقرأ أبو جعفر والحسن وابن أبى إسحق والأعرج وابن عامر وهرون عن أبى عمرو بالتاء لتأنيث الفدية. البحر المحيط ٨/ ٢٢٢.
(٦) وهى قراءة الجمهور (البحر المحيط ٨/ ٢٢٣).
(٧) هما نافع وحفص. وقرأ الجحدري وأبو جعفر والأعمش وأبو عمرو فى رواية عنه مبنيا للمفعول مشددا، وعبد اللّه : أنزل بهمزة النقل مبنيا للفاعل (البحر المحيط : ٨/ ٢٢٣). [.....]
(٩) في ح : وما نزل، وهو تحريف.