معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٣٨
و قوله :«وَ ما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ» «١» وقوله : وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ» «٢» وفى الحرام معنى الجحد والمنع، وفى قوله :(وَ ما يُشْعِرُكُمْ) فلذلك جعلت (لا) بعده صلة معناها السقوط من الكلام.
ومن سورة المجادلة
قوله عز وجل : قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها (١).
نزلت فى امرأة يقال لها : خولة ابنة ثعلبة، وزوجها أوس بن الصامت الأنصاري. قال لها [١٩٤/ ب ] إن لم أفعل كذا وكذا قبل أن تخرجى من البيت فأنت علىّ كظهر أمي، فأتت خولة رسول اللّه صلى اللّه عليه تشكو، فقالت : إن أوس بن الصامت تزوجنى شابة غنية، ثم قال لى كذا وكذا وقد ندم، فهل من عذر؟ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه : ما عندى فى أمرك شىء، وأنزل اللّه الآيات فيها، فقال عز وجل :(قد سمع اللّه)، وهى فى قراءة عبد اللّه :(قد يسمع اللّه)، «و اللّه قد يسمع تحاوركما»، وفى قراءة عبد اللّه :«قول التى تحاورك «٣» فى زوجها» حتى ذكر الكفّارة فى الظهار، فصارت عامة.
وقوله : الّذين يظهرون (٢).
قرأها يحيى والأعمش وحمزة (يُظاهِرُونَ) «٤»، وقرأها بعض أهل الحجاز كذلك، وقرأها الحسن ونافع «يظّهّرون» فشدد «٥»، ولا يجعل فيها ألفا، وقرأها عاصم «٦» وأبو عبد الرحمن السلمى «٧»
(٢) سورة الأنبياء الآية ٩٥. وقرأها ابن عباس : وحرم. وقرأ أبو بكر، وحمزة، والكسائي، وافقهم الأعمش. حرام. انظر معانى القرآن ٢/ ٢١١.
(٣) فى ش : تجاورك وهو تصحيف.
(٤) وهى قراءة ابن عامر، والكسائي، وأبى جعفر وخلف (الإتحاف : ٤١١).
(٥) وهى قراءة ابن كثير وأبى عمرو ويعقوب (الإتحاف : ٤١١).
(٦، ٧) فى ب، ش : عاصم والسلمى أبو عبد الرحمن.