معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٤٠
و قوله : ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى (٧).
القراء على الياء فى يكون، وقرأها بعضهم «١» : ما تكون لتأنيث : النجوى.
وقوله : ثَلاثَةٍ (٧).
إن شئت خفضتها على أنها من نعت النجوى، وإن شئت أضفت النجوى إليها، ولو نصبت على أنها فعل لكان - كان صوابا «٢».
وقوله : وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ (٧).
وهى فى قراءة عبد اللّه :«و لا أربعة إلّا هو خامسهم» لأن المعنى غير مضمور له، فكفى ذكر بعض العدد من بعض.
وقوله : وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ (٧) موضع : أدنى، وأكثر. خفض لاتباعه : الثلاثة، والخمسة، ولو رفعه رافع كان صوابا «٣»، كما قيل :«ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ» «٤»، كأنه قال : ما لكم إله غيره.
[٢٠٦/ ١] وقوله : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى (٨) نزلت فى اليهود والمنافقين، وكانوا إذا قاعدوا مسلما قد غزا له قريب فى بعض سرايا رسول اللّه صلى اللّه عليه تناجى الاثنان من اليهود والمنافقين بما يوقع فى قلب المسلم أن صاحبه قد قتل، أو أصيب، فيحزن لذلك، فنهوا عن النجوى.
وقد قال اللّه : إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ (١٠) وقوله : وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ (٨).
(٢) قرأ ابن أبى عبلة بالنصب على الحال. وقال الزمخشري أو على تأويل نجوى بمتناجين ونصبها من المستكن فيه.
(انظر تفسير الزمخشري ٢ : ٤٤١ والبحر المحيط ٨/ ٢٣٥).
(٣) وهى قراءة الحسن، وابن أبى إسحق، والأعمش، وأبى حيوة، وسلام، ويعقوب. (البحر المحيط ٨/ ٢٣٦).
(٤) سورة الأعراف الآية ٥٩، ٦٥، ٧٣، ٨٥. وهود فى الآيات : ٥٠، ٦١، ٨٤، والمؤمنون ٢٣، ٣٢