معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٤٢
و قوله : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً (١٢) كانوا قد أمروا أن يتصدقوا قبل أن يكلموا رسول اللّه صلّى اللّه عليه - بالدرهم ونحوه، فثقل ذلك عليهم، وقلّ كلامهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه بخلا بالصدقة، فقال اللّه :
«أَ أَشْفَقْتُمْ» (١٣) أي : أبخلتم أن تتصدقوا، فإذا فعلتم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فنسخت الزكاة ذلك الدرهم.
وقوله : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً (١٤) نزلت فى المنافقين كانوا يوالون اليهود «ما هُمْ مِنْكُمْ» من المسلمين، «وَ لا مِنْهُمْ» على دين المنافقين هم يهود.
وقوله : اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ (١٩) غلب عليهم.
وقوله : كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي (٢١) الكتاب : يجرى مجرى القول، تدخل فيه أن، وتستقبل بجواب اليمين لأنك تجد الكتاب قولا فى المعنى كنى عنه بالكتاب، كما يكفى عن القول : بالزعم، والنداء، والصياح، وشبهه.
[٢٠٦/ ب ] وقوله : لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ (٢٢) نزلت فى حاطب بن أبى بلتعة، وذلك أنه كتب إلى أهل مكة : أن النبي صلّى اللّه عليه يريد أن يغزوكم فاستعدوا لمّا أراد رسول اللّه صلّى اللّه عليه افتتاح مكة، فأتى النبىّ صلّى اللّه عليه بذلك الوحى، فقال له «١» : ما دعاك إلى ما فعلت؟ قال : أحببت أن أتقرب إلى أهل مكة لمكان «٢» عيالى فيهم، ولم يكن عن عيالى ذابّ هناك، فأنزل اللّه هذه الآية.
الجماعة من أهل الكوفة والبصرة والحجاز على : كتب فى قلوبهم، وقرأ بعضهم : كتب «٣»

(١، ٢) زيادة من ب، ح، ش.
(٣) وهى قراءة أبى حيوة والمفضل عن عاصم :(البحر المحيط ٨/ ٢٣٩).


الصفحة التالية
Icon