معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٤٣
ومن سورة الحشر
قوله عز وجل : هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ (٢) هؤلاء بنو النضير : كانوا قد عاقدوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه على ألا يكونوا معه، ولا عليه، فلما نكب المسلمون يوم أحد غدروا، وركب حيى بن أخطب إلى أبى سفيان وأصحابه من أهل مكة، فتعاقدوا على النبي صلّى اللّه عليه، وأتاه الوحى بذلك، فقال للمسلمين : أمرت بقتل حيى، فانتدب له طائفة من المسلمين فقتلوه، وغدا عليهم النبي صلّى اللّه عليه، فتحصنوا فى دورهم، وجعلوا ينقبون الدار إلى التي هى أحصن منها، ويرمون النبي صلّى اللّه عليه بالحجارة التي يخرجون منها، وجعل المسلمون يهدمون دورهم ليتسع موضع القتال، فذلك قوله [عز وجل ] :
«يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ» واجتمع القراء على (يخربون) إلا أبا عبد الرحمن السلمى، فإنه قرأ (يخرّبون) «١»، كأنّ يخرّبون : يهدّمون، ويخربون - بالتخفيف :
يخرجون «٢» منها يتركونها، ألا ترى أنهم كانوا ينقبون الدار فيعظونها؟ فهذا معنى :(يخربون) والذين قالوا (يخرّبون) ذهبوا إلى التهديم الذي كان المسلمون يفعلونه، وكل صواب. والاجتماع من قراءة القراء أحب إلىّ.
[وقوله تبارك وتعالى :«فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ (٢) :
يا أولى العقول، ويقال : يا أولى الأبصار : يا من عاين ذلك بعينه «٣»].
وقوله : لِأَوَّلِ الْحَشْرِ (٢) :
[هم ] «٤» أول من أجلى عن جزيرة العرب، وهى الحجاز.
وقوله : ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ (٥).
(٢) فى ش : يخربون، تحريف.
(٣) ما بين الحاصرتين زيادة فى ب، ح.
(٤) زيادة فى ب، ح.