معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٤٩
و قوله : تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ (١). من صلة الأولياء، كقولك : لا تتخذنّه رجلا تلقى «١» إليه كلّ ما عندك.
وقوله : يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا (١). إن آمنتم ولإن آمنتم، ثم قال عز وجل :«إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي» (١) فلا تتخذوهم أولياء.
وقوله : يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ (٣). قرأها يحيى بن وثاب : يفصّل. «٢» بينكم، قال : وكذلك يقرأ أبو زكريا، وقرأها عاصم والحسن يفصل «٣»، وقرأها أهل المدينة : يفصل.
وقوله قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ (٤). يعنى حاطبا، «فِيهِمْ» فى إبراهيم. يقول :
فى فعل إبراهيم، والذين معه إذ تبروءا من قومهم. يقول : ألا تأسيت يا حاطب بإبراهيم فتبرأ من أهلك كما برىء إبراهيم؟ ثم قال :«إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ» أي : قد كانت لكم أسوة فى أفاعيلهم إلّا فى قول إبراهيم : لأستغفرن فإنه ليس لكم فيه أسوة.
وقوله : إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ (٤). إن تركت الهمز من برآء أشرت إليه بصدرك، فقلت : براء. «٤» وقال «٥» الفراء : مدّة، وإشارة إلى الهمز، وليس يضبط إلّا بالسمع،

(١) فى ش : يلقى.
(٢) فى ش : يفصّل، وفى ب، ح : يفصّل.
(٣) قرا نافع وابن كثير وأبو عمرو وأبو جعفر : يفصّل. مبنيا للمفعول. وقرأ ابن عامر : يفصّل بالصاد مشددة مبنيا للمفعول.
وقرأ عاصم ويعقوب : يفصل : بفتح الياء، وإسكان الفاء وكسر الصاد مخففة مبنيا للفاعل. وقرأ حمزة والكسائي وخلف : يفصّل، بضم الياء وفتح الفاء وكسر الصاد المشددة مبينا للفاعل. (الاتحاف ٤١٤).
(٤) كذا فى ح، وفى غيرها برا، والأول الوجه، ففى اللسان : حكى الفراء فى جمعه (برى ء) : براء غير مصروف على حذف إحدى الهمزتين. وفى المحتسب (٢ : ٣١٩) بعد أن أورد قول الحارث بن حلزة : فإنا من حربهم لبراء قال الفراء : أراد برآء، فحذف الهمزة التي هى لام تخفيفا، فأخذ هذا الموضع من أبى الحسن فى قوله : إن أشياء أصلها أشيياء، ومذهبه هذا يوجب ترك صرف براء، لأنها عنده همزة التأنيث.
(٥) فى ش : قال.


الصفحة التالية
Icon