معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٥٠
[ولم «١» يجرها «٢»]. ومن العرب من يقول : إنا براء منكم، فيجرى، ولو قرئت كذلك كان وجها.
وقوله : رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وَإِلَيْكَ أَنَبْنا (٤). أي : فقولوا هذا القول أنتم، ويقال :
إنه من قيل «٣» إبراهيم عليه السلام وقومه.
وقوله «٤» : لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً (٥). لا تظهرنّ علينا الكفار فيروا أنهم على حق، وأنّا على باطل.
وقوله : عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً (٧).
يقول : عسى أن ترجع عدواة بينكم إلى المودة، فتزوج النبي صلّى اللّه عليه أمّ حبيبة بنت أبى سفيان، فكانت المصاهرة مودة.
وقوله : لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ (٨).
هؤلاء خزاعة كانوا عاقدوا النبي صلّى اللّه عليه ألا [١٩٧/ ب ] يقاتلوه، ولا يخرجوه، فأمر النبي صلّى اللّه عليه ببرهم، والوفاء لهم إلى مدة أجلهم، ثم قال :
«إِنَّما يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ «٥» قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ وَظاهَرُوا عَلى إِخْراجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ» (٩) أن تنصروهم، يعنى الباقين من أهل مكة.
وقوله : إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ (١٠).
يعنى : فاستحلفوهن، وذلك أن النبي صلّى اللّه عليه لما صالح أهل مكة بالحديبية فلما ختم الكتاب خرجت إليه سبيعة بنت الحارث الأسلمية مسلمة، فجاء زوجها فقال : ردّها علىّ فإن ذلك فى الشرط لنا عليك، وهذه طينة الكتاب لم تجفف، فنزلت هذه الآية «فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ» (١٠)

(١، ٢) مقدمه على : وقال الفراء. [.....]
(٣) فى ح : من قبل، تحريف.
(٤) فى ب : قوله.
(٥) فى الأصل «إِنَّما يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ.. أَنْ تَوَلَّوْهُمْ»


الصفحة التالية
Icon