معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٥٢
[حدثنا محمد بن الجهم ] «١» حدثنا الفراء قال : حدثنى قيس بن الربيع عن الأعمش عن أبى الضحى عن مسروق أنه قرأ :«فَعاقَبْتُمْ»، وفسرها : فغنمتم، وقرأها «٢» حميد الأعرج : فعقّبتم مشددة «٣»، وهى كقولك : تصعّر، وتصاعر فى حروف قد أنبأتك بها فى تآخى «٤» : فعلت، وفاعلت.
وقوله : وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ (١٢).
قرأها السّلمى وحده : ولا يقتّلن «٥» أولادهن، وذكر أن النبي صلّى اللّه عليه لما افتتح مكة قعد على الصفا وإلى جنبه عمر، فجاءه النساء يبايعنه وفيهن هند بنت «٦» عتبة، فلما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه :«لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً» يقول : لا تعبدن «٧» الأوثان، ولا تسرقن، ولا تزنين. قالت هند : وهل تزنى الحرة؟ قال : فضحك عمر، ثم قال : لا، لعمرى «٨» ما تزنى الحرة. قال : فلما قال «٩» : لا تقتلن أولادكن «١٠»، هذا فيما كان أهل الجاهلية يئدون، فبويعوا على ألا يفعلوا، فقالت هند : قد ربيناهم صغارا، وقتلتموهم كبارا «١١».
وقوله : وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ (١٢).
كانت المرأة تلتقط المولود، فتقول لزوجها : هذا ولدي منك. فذلك البهتان المفترى [١٩٨/ ا].
وقوله : لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ (١٣).
يقول : من نعيم الآخرة وثوابها، كما يئس الكفار من أهل «١٢» القبور، يقول : علموا ألا نعيم لهم فى الدنيا، وقد ماتوا ودخلوا القبور.
ويقال : كما يئس الكفار من أصحاب القبور : من ثواب الآخرة ونعيمها.

(١) زيادة فى ب.
(٢) فى ش : فقرأها.
(٣) وهى قراءة علقمة والنخعي (تفسير القرطبي ١٨/ ٦٩). [.....]
(٤) فى ش : أتاخى، تحريف.
(٥) وهى قراءة على والحسن أيضا (انظر البحر المحيط ٨/ ٢٥٨).
(٦) فى ش : ابنة.
(٧) فى ش : لا تعبدون، تحريف.
(٨) سقط فى ح، ش.
(٩) فى ش : ولا.
(١٠) فى ح : أولادهن.
(١١) انظر نصّ هذه المراجعة فى (تفسير القرطبي : ١٨/ ٧٣).
(١٢) فى ح : أصحاب.


الصفحة التالية
Icon