معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٦٧
و قرأها أهل الحجاز :«تظاهرا» بالتشديد «فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ» : وليه عليكما «وَ جِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ» مثل أبى بكر وعمر الذين ليس فيهم نفاق، ثم قال :«وَ الْمَلائِكَةُ بَعْدَ «١» ذلِكَ ظَهِيرٌ» بعد أولئك، يريد أعوان، ولم يقل : ظهراء، ولو قال قائل «٢» : إن ظهيرا «٣» لجبريل، ولصالح المؤمنين، والملائكة «٤» - كان صوابا، ولكنه حسن أن يجعل الظهير للملائكة خاصة، لقوله :
(والملائكة) بعد نصرة هؤلاء ظهير.
وأما قوله :«وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ» فإنه موحد فى مذهب الجميع «٥»، كما تقول : لا يأتينى إلا سائس «٦» الحرب، فمن كان ذا «٧» سياسة للحرب فقد أمر بالمجيء واحدا كان «٨» أو أكثر منه، ومثله «٩» :
«وَ السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما» «١٠»، هذا عامّ [٢٠١/ ب ] وليس بواحد ولا اثنين، وكذلك قوله :«و اللّذان يأتيانها منكم فآذوهما «١١»، وكذلك :«إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ» «١٢»، و«إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً» «١٣»، فى كثير من القرآن يؤدى معنى الواحد عن الجمع «١٤».
وقرأ عاصم والأعمش :«أَنْ يُبْدِلَهُ» بالتخفيف، وقرأ أهل الحجاز :«أَنْ يُبْدِلَهُ» [بالتشديد] «١٥» وكلّ صواب : أبدلت، وبدّلت.
وقوله : سائِحاتٍ (٥).
هنّ الصائمات، قال : ونرى أن الصائم إنما سمّى سائحا لأن السائح لا زاد معه، وإنما يأكل حيث يجد، فكأنه أخذ من ذلك «١٦» واللّه أعلم.

(١) فى ش : والملائكة ذلك، سقط
(٢) فى ب : ولو قال إن سقط.
(٣) فى ش : ظهير، تحريف.
(٤) فى ش : وصالح المؤمنين وللملائكة، تحريف.
(٥) فى ش : جمع.
(٦) فى ش : السايس.
(٧) فى ش : فرا خطأ.
(٨) سقط فى (ا).
(٩) فى ش : ومنه.
(١٠) سورة المائدة الآية ٣٨.
(١١) سورة النساء الآية : ١٦.
(١٢) سورة العصر الآية : ٢.
(١٣) سورة المعارج الآية : ١٩.
(١٤) فى ش الجميع. [.....]
(١٥) التكملة من ب بين السطرين.
(١٦) فى ب : ذاك.


الصفحة التالية
Icon