معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٧
و فى قراءة عبد اللّه «١» :«أ ألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخ «٢»»، وفى ق :«هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ» «٣» كل هذا على الاستئناف ولو نويت الوصل كان نصبا، قال : وأنشدنى بعضهم :
من يك ذا بتّ فهذا بتّى مقيّظ مصيّف مشتّى
جمعته من نعجات ست «٤»
و قوله : وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ (٢٥).
من أمر الآخرة، فقالوا : لا جنة، ولا نار، ولا بعث، ولا حساب، وما خلفهم من أمر الدنيا فزينوا لهم اللذات، وجمع الأموال، وترك النفقات فى وجوه البر، فهذا ما خلفهم، وبذلك جاء التفسير «٥»، وقد يكون ما بين أيديهم ما هم فيه من أمر الدنيا، وما خلفهم من أمر الآخرة.
وقوله : وَالْغَوْا فِيهِ (٢٦).
قاله كفّار قريش، قال لهم أبو جهل : إذا تلا محمد صلى اللّه عليه القرآن فالغوا فيه الغطوا، لعله يبدّل أو ينسى فتغلبوه.
وقوله : ذلِكَ جَزاءُ أَعْداءِ اللَّهِ النَّارُ، ثم قال : لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ (٢٨).
وهى النار بعينها، وذلك صواب لو قلت : لأهل الكوفة منها دار صالحة، والدار هى الكوفة، وحسن حين قلت [بالدار] «٦» والكوفة هى «٧» والدار فاختلف لفظاهما، وهى فى قراءة عبد اللّه :
«ذلك جزاء أعداء اللّه «٨» النار دار الخلد» «٩» فهذا بيّن لا شىء فيه، لأن الدار هى النار.
وقوله : رَبَّنا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ (٢٩).

(١) جاء فى البحر المحيط (٥/ ٢٤٤) : قرأ ابن مسعود، وهو فى مصحفه، والأعمش :«شيخ» بالرفع، وجوزوا فيه، وفى «بعلى» أن يكونا خبرين، كقولهم : هذا حلو حامض، وأن يكون بعلى خبرا، وشيخ خبر مبتدأ محذوف.
(٢) سورة هود الآية ٧٢.
(٣) الآية ٢٣.
(٤) ينسب لرؤبة بن العجاج، وهو من شواهد سيبويه ١/ ٢٥٨ وانظر شرح ابن عقيل ١/ ٢٢٣.
(٥) كذا فى تفسير الطبري : ٢٤/ ٦٤.
(٦) زيادة من ب.
(٧) سقط فى ش لفظ (هى). [.....]
(٨) لم يثبت فى ح، ش :(ذلك جزاء أعداء اللّه النار).
(٩) انظر الطبري ٢٤/ ٦٥.


الصفحة التالية
Icon