معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٧٠
هذا الموضع. ولو قلت : اضرب أيّهم ذهب. لكان نصبا لأن الضرب لا يحتمل أن يضمر «١» فيه النظر، كما احتمله العلم والسؤال والبلوى.
وقوله : ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ «٢» (٣) [حدثنى محمد بن الجهم قال «٣»] حدثنا الفراء قال : حدثنى بعض أصحابنا عن زهير بن معاوية الجعفي عن أبى إسحق : أنّ عبد اللّه بن مسعود قرأ. «من تفوّت».
حدثنا محمد بن الجهم، حدثنا الفراء قال : وحدثنى حبان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة :
أنه قرأ :«تفوّت» «٤» وهى قراءة يحيى «٥»، وأصحاب عبد اللّه، وأهل المدينة وعاصم «٦».
وأهل البصرة يقرءون :«تَفاوُتٍ» وهما «٧» بمنزلة واحدة، كما قال «٨» :«و لا تصاعر، وتُصَعِّرْ» «٩» وتعهدت فلانا وتعاهدته، والتفاوت : الاختلاف، أي : هل ترى فى خلقه من اختلاف، ثم قال : فارجع البصر، وليس قبله فعل مذكور، فيكون الرجوع على ذلك الفعل، لأنه قال : ما ترى، فكأنه قال : انظر، ثم ارجع، وأما الفطور فالصدوع والشقوق.
وقوله : يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً (٤).
يريد : صاغرا، وهو حسير كليل، كما يحسر البعير والإبل إذا قوّمت «١٠» عن هزال وكلال فهى الحسرى، وواحدها : حسير.
وقوله : تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ (٨) تقطع عليهم غيظا.
وقوله : فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ (١١).
(٢) فى ش : تفوت، وسيأتى أنها قراءة.
(٣) زيادة من ب، وفى ح، ش : حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال :...
(٤) وهى أيضا قراءة حمزة والكسائي، وهما لغتان : مثل التعاهد والتعهد، والتحمل والتحامل، (تفسير القرطبي ١٨/ ٢٠٨).
(٥) وفى ح : وهى فى قراءة يحيى.
(٦) وهى قراءة حمزة والكسائي، ووافقهما الأعمش. (الاتحاف ٤٢٠)
(٧) فى ش : فهما.
(٨) فى ش : يقال. [.....]
(٩) فى ش : لا تصاعر، ولا تصعّر.
(١٠) كذا فى النسخ، ولم نتبين لها وجها.