معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٧٥
فى سدف :«١» فى ظلمة - باقية من الليل لئلا يبقى للمساكين شىء، فسلط اللّه على مالهم نارا فأحرقته، فغدوا على مالهم ليصرموه، فلم يروا شيئا إلا سوادا فقالوا :«إِنَّا لَضَالُّونَ»، ما هذا بمالنا، ثم قال بعضهم : بل هو مالنا حرمناه «٢» بما صنعنا بالأرامل والمساكين، وكانوا قد أقسموا ليصر منها «٣» أول الصباح، ولم يستثنوا : لم يقولوا : إن شاء اللّه، فقال أخ لهم أو سطهم، أعدلهم قولا : ألم أقل لكم لو لا تسبّحون؟ فالتسبيح هاهنا فى معنى الاستثناء «٤»، وهو كقوله :
(واذكر ربّك إذا نسيت) «٥».
وقوله : فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ [مِنْ رَبِّكَ (١٩).
لا يكون الطائف ] «٦» إلّا ليلا، ولا يكون نهارا، وقد تكلم «٧» به العرب، فيقولون : أطفت به نهارا وليس موضعه بالنهار، ولكنه بمنزلة قولك : لو ترك القطا ليلا لنام «٨» لأنّ القطا لا يسرى ليلا، قال أنشدنى أبو الجراح العقيلي :
أطفت بها نهارا غير ليل وألهى ربّها طلب الرّخال «٩»
و الرّخل [ : ولد الضأن إذا كان أنثى ] «١٠».
وقوله : فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (٢٠). كالليل المسود.
وقوله : فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخافَتُونَ (٢٣) أَنْ لا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ (٢٤).
وفى قراءة عبد اللّه :«لا يَدْخُلَنَّهَا»، بغير أن، لأنّ التخافت قول، والقول حكاية، فإذا لم
(٢) كذا فى ش وفى ا، ب، ح : حرمنا.
(٣) فى ح : لنصر منها.
(٤) فى اللسان : وقوله : ألم أقل لكم لو لا تسبحون أي تستثنون، وفى الاستثناء تعظيم اللّه، والإقرار بأنه لا يشاء أحد إلا أن يشاء اللّه، فوضع لتنزيه اللّه موضع الاستثناء.
(٥) سورة الكهف : ٢٤.
(٦) ساقط فى ح.
(٧) فى ح، ش تتكلم
(٨) مثل يضرب لمن حمل على مكروه من غير إرادته، قالته حذام بنت الريان : مجمع الأمثال ٢ : ١١٠.
(٩) الرخال جمع رخل ككتف، ويجمع أيضا على أرخمل.
(١٠) سقط فى ح، ش. [.....]