معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٧٦
يظهر القول جازت «أن» وسقوطها، كما قال اللّه :«يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ» «١» ولم يقل : أنّ للذّكر، ولو كان صوابا.
وقوله : وَغَدَوْا عَلى حَرْدٍ قادِرِينَ «٢» (٢٥).
على جدّ وقدرة فى أنفسهم [٢٠٣/ ب ] والحرد أيضا : القصد، كما يقول الرجل للرجل «٣» : قد أقبلت قبلك، وقصدت قصدك، وحردت حردك، وأنشدنى بعضهم :
و جاء سيل كان من أمر «٤» اللّه يحرد حرد الجنة المغلّه
يريد «٥» : يقصد قصدها.
وقوله : فَأَقْبَلَ «٦» بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَلاوَمُونَ (٣٠).
يقول بعضهم لبعض : أنت الذي دللتنا، وأشرت علينا بما فعلنا. ويقول الآخر : بل أنت فعلت ذلك «٧»، فذلك تلاومهم.
وقوله : أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ (٣٩).
القراء على رفع «بالِغَةٌ» إلّا الحسن، فإنه نصبها على مذهب المصدر، كقولك : حقا، والبالغ فى مذهب الحق يقال : جيّد بالغ، كأنه قال : جيّد حقا قد بلغ حقيقة الجودة، وهو مذهب جيد «٨» وقرأه العوام «٩»، أن تكون البالغة من نعت الأيمان أحب إلىّ، كقولك ينتهى بكم «١٠» إلى يوم القيامة أيمان علينا «١١» بأنّ لكم ما تحكمون، فلما كانت اللام فى جواب إنّ كسرتها، ويقال :
(٢) فى ح، ش : وغدوا على حرد.
(٣) سقط فى ش.
(٤) سقط فى ح، ش. والبيت بدونها غير مستقيم الوزن. ويروى (أقبل) مكان (وجاء) والألف التي قبل هاء لفظ الجلالة مخلة للوزن : اللسان (حرد)، والكشاف : ٢ : ٤٨١.
(٥) فى ح : ويريد، تحريف.
(٦) فى ا، ب، ش وأقبل، تحريف.
(٧) زيادة من ح.
(٨) فى ح، ش وهو فى مذهب جيد.
(٩) فى ش، وقراءة العامة.
(١٠) فى ج : ينتهى إلى
(١١) سقط فى ح، ش.