معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٧٧
أئن لكم ما تحكمون «١» بالاستفهام، وهو على ذلك المعنى بمنزلة قوله :«أَ إِذا كُنَّا تُراباً «٢»» «أَ إِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ «٣»».
وقوله : سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ (٤٠).
يريد : كفيل، ويقال له : الحميل والقبيل، والصبير، والزعيم فى كلام العرب : الضامن والمتكلم عنهم، والقائم بأمرهم :
و قوله : أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ (٤١).
وفى قراءة عبد اللّه :«أم لهم شرك فليأتوا بشركهم». والشّرك، والشركاء فى معنى واحد، تقول : فى هذا الأمر شرك، وفيه شركاء.
وقوله : يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ (٤٢).
القراء مجتمعون على رفع الياء [حدثنا محمد «٤»] قال : حدثنا الفراء قال : حدثنى سفيان عن عمرو ابن دينار عن ابن عباس أنه قرأ :«يوم تكشف عن ساق» يريد : القيامة والساعة لشدتها قال.
وأنشدنى بعض العرب لجد أبى طرفة.
كشف لهم عن ساقها وبدا من الشرّ البراح «٥»
و قوله : فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ (٤٤).
معنى فذرنى «٦» ومن يكذب أي : كلهم إلىّ، وأنت تقول للرجل : لو تركتك ورأيك ما أفلحت، : أي : لو وكلتك إلى رأيك لم تفلح، وكذلك قوله :«ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً «٧»»، و(من) فى موضع نصب، فإذا قلت : قد تركت ورأيك، وخليت ورأيك نصبت الرأى لأن المعنى : لو تركت إلى رأيك، فنصبت الثاني لحسن هذا المعنى فيه، ولأنّ الاسم قبله متصل بفعل.
(٢) سورة الرعد : ٥.
(٣) النازعات الآية ١٠. [.....]
(٤) الزيادة من ب، وفى ش : حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال : حدثنا الفراء :-
(٥) البيت لسعد بن مالك جد طرفة بن العبد وانظر ديوان الحماسة ١/ ١٩٨، والخصائص ٣/ ٢٥٢ والمحتسب ٢/ ٣٢٦. وفى رواية القرطبي (١٨ : ٢٤٨) وبدا من الشر الصّراح. والرواية مضطربة البحر المحيط : ٨/ ٣١٦.
(٦) فى ح : ذرنى.
(٧) سورة المدثر : ١١.