معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٨٠
و الحاقة : مرفوعة بما تعجبت منه «١» من ذكرها، كقولك : الحاقة ماهى؟ والثانية : راجعة على الأولى. وكذلك قوله :«وَ أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ «٢»» و«الْقارِعَةُ، مَا الْقارِعَةُ «٣»» معناه : أي شىء القارعة؟ [فما فى موضع رفع بالقارعة الثانية، والأولى مرفوعة بجملتها، والقارعة] «٤» :
القيامة أيضا.
وقوله : سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً (٧).
والحسوم : التّباع إذا تتابع الشيء فلم ينقطع أوله عن آخره، قيل فيه : حسوم، وإنما أخذ - واللّه أعلم - من حسم الداء إذا كوى صاحبه لأنه يكوى «٥» بمكواة، ثم يتابع ذلك عليه.
وقوله : فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ (٨). من بقاء، ويقال : هل ترى منهم «٦» باقيا؟، وكل ذلك فى العربية جائز حسن.
وقوله : وَجاءَ فِرْعَوْنُ وَمَنْ قَبْلَهُ (٩).
قرأها «٧» عاصم والأعمش وأهل المدينة :(ومن قبله)، وقرأ طلحة بن مصرّف والحسن، أو أبو عبد الرحمن - شكّ الفراء - :(ومن قبله)، بكسر القاف «٨». وهى فى قراءة أبىّ :
(وجاء فرعون ومن معه)، وفى قراءة أبى موسى الأشعري :«و من تلقاءه «٩»»، وهما شاهدان لمن كسر القاف لأنهما كقولك : جاء فرعون وأصحابه. ومن قال : ومن قبله : أراد الأمم العاصين قبله.
وقوله : وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ (٩).
الذين ائتفكوا بخطئهم.
وقوله : فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رابِيَةً (١٠).

(١) سقط فى ح.
(٢) سورة الواقعة : ٢٧.
(٣) سورة القارعة : ١، ٢.
(٤) ساقط فى ح، ش.
(٥) فى ا - يكون، تحريف.
(٦) فى ب : فيهم
(٧) فى ح : قرأ.
(٨) وقرأ أيضا أبو عمرو والكسائي : ومن قبله بكسر القاف وفتح الباء (القرطبي ١٨/ ٢٦١).
(٩) انظر المصاحف للسجستانى ١٠٤. P والقرطبي ١٨/ ٢٦٢.


الصفحة التالية
Icon