معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٨٥
و قوله : نَزَّاعَةً لِلشَّوى (١٦).
مرفوع على قولك : إنها لظى، إنها نزاعة للشوى، وإن شئت جعلت الهاء عمادا، فرفعت «١» لظى بنزاعة، ونزّاعة بلظى كما تقول فى الكلام : إنّه جاريتك فارهة، وإنها جاريتك فارهة. والهاء فى الوجهين عماد. والشّوى : اليدان، والرجلان، وجلدة الرأس يقال لها : شواة، وما كان غير مقتل فهو شوى.
وقوله : تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (١٧).
تقول للكافر : يا كافر إلىّ، يا منافق إلىّ، فتدعو كل واحد «٢» باسمه.
وقوله : وَجَمَعَ فَأَوْعى (١٨).
بقول : جمع فأوعى، جعله فى وعاء، فلم يؤد منه زكاة، ولم يصل رحما.
وقوله : إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (١٩).
والهلوع : الضجور وصفته كما قال اللّه :«إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً» (٢٠) «وَ إِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً» (٢١) فهذه صفة الهلوع، ويقال منه : هلع يهلع هلعا مثل «٣» : جزع يجزع جزعا، ثم قال :
«إِلَّا الْمُصَلِّينَ» (٢٢) فاستثنى المصلين من الإنسان، لأن الإنسان فى مذهب جمع، كما قال اللّه جل وعز :«إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا «٤»».
وقوله : حَقٌّ مَعْلُومٌ (٢٤).
الزكاة وقال بعضهم : لا، بل سوى الزكاة.
وقوله : إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ (٣٠).
يقول القائل : هل يجوز فى الكلام أن تقول : مررت بالقوم إلّا بزيد، تريد :
إلّا أنى لم أمرر «٥» بزيد؟ قلت : لا يجوز هذا، والذي فى كتاب اللّه صواب جيد
(٢) فى ب : أحد [.....]
(٣) سقط فى ب.
(٤) سورة الإنسان الآيتان ٢، ٣.
(٥) فى (ا) أمر.