معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٩٤
يكون زيادة فى أموالهم ومواشيهم، ومثلها قوله :«وَ لَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ «١»» يقول : نفعل ذلك بهم ليكون فتنة عليهم فى الدنيا، وزيادة فى عذاب الآخرة.
وقوله عز وجل : وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً (١٧).
نزّلت «٢» فى وليد بن المغيرة المخزومي، وذكروا أن الصّعد : صخرة ملساء فى جهنم يكلّف صعودها، فإذا انتهى إلى أعلاها حدر إلى جهنم، فكان ذلك دأبه، ومثلها فى سورة المدثر :
(سأرهقه صعودا) «٣» :
و قوله عز وجل : وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا (١٨) فلا تشركوا فيها صنما ولا شيئا مما يعبد، ويقال : هذه المساجد، ويقال : وأن المساجد للّه. يريد :
مساجد الرجل : ما يسجد عليه من : جبهته، ويديه، وركبتيه، وصدور قدميه.
وقوله عز وجل : وَأَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ (١٩) يريد : النبي صلى اللّه عليه ليلة أتاه الجن ببطن نخلة. «كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ [١٠٩/ ب ] لِبَداً» (١٩) كادوا يركبون النبي صلّى اللّه عليه رغبة فى القرآن، وشهوة له.
وقرأ بعضهم «٤» :«لِبَداً «٥»» والمعنى فيهما - واللّه أعلم - واحد، يقال : لبدة، ولبدة.
ومن قرأ :«لِبَداً» «٦» فإنه أراد أن يجعلها من صفة الرجال، كقولك : ركّعا، وركوعا [، وسجّدا، وسجودا] «٧».
(٢) فى ح، ش : أنزلت.
(٣) الآية ١٧.
(٤) فى ش : بعض القراء.
(٥) قرأ مجاهد، وابن محيصن، وابن عامر بخلاف عنه بضم اللام جمع : لبدة، وعن ابن محيصن أيضا تسكين الباء وضم اللام : لبدا.
وقرأ الحسن، والجحدري، وأبو حيوة، وجماعة عن أبى عمرو بضمتين جمع : لبد كرهن ورهن، أو جمع لبود كصبور (البحر المحيط ٨/ ٣٥٣).
(٦) هى قراءة الحسن، والجحدري بخلاف عنهما (البحر المحيط ٨/ ٣٥٣).
(٧) سقط فى ح، ش.