معاني القرآن، ج ٣، ص : ١٩٨
و قوله عز وجل : وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (٨).
أخلص للّه «١» إخلاصا، ويقال للعابد إذا ترك كل شىء، وأقبل على العبادة : قد تبتل، أي :
قطع كل شىء إلا أمر اللّه وطاعته.
وقوله عز وجل : رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ (٩).
خفضها عاصم والأعمش، ورفعها أهل الحجاز، والرفع يحسن إذا انفصلت الآية من الآية، ومثله :«وَ تَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ، اللَّهَ رَبَّكُمْ» «٢» [١١١/ ا] فى هذين الموضعين «٣» يحسن الاستئناف والإتباع.
وقوله عز وجل : فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (٩).
كفيلا بما وعدك. وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلًا (١٤).
والكثيب : الرمل، والمهيل : الذي تحرك «٤» أسفله فينهال عليك من أعلاه، والمهيل : المفعول، والعرب تقول : مهيل ومهيول، ومكيد ومكيود «٥»، قال الشاعر «٦» :
و ناهزوا البيع من ترعيّة رهق مستأرب، عضّه السّلطان مديون
قال، قال الفراء : المستأرب الذي قد أخذ بآرابه، وقد أرّب.
وقوله عز وجل : فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً (١٧).
معناه : فكيف تتقون يوما يجعل «٧» الولدان شيبا إن كفرتم، وكذلك هى فى قراءة عبد اللّه سواء.

(١) فى ح، ش إليه.
(٢) الآيتان ١٢٥، ١٢٦ من سورة الصافات قرأ، (اللّه) بالنصب حفص وحمزة والكسائي وقرأ الباقون بالرفع، كما فى الإتحاف :
(٣) فى ح، ش : فى مثل هذا الموضع.
(٤) كذا فى ش، وفى ب، ح : يحرك، وما أثبتناه أنسب.
(٥) فى ح، ش : مكيل ومكيول.
(٦) البيت فى اللسان (أرب) : وفيه بعد تفسير المستأرب : وفى نسخة : مستأرب بكسر الراء قال : هكذا أنشده محمد بن أحمد المفجع. أي أخذه الدين من كل ناحية. والمناهزة فى البيع : انتهاز الفرصة. وناهزوا البيع :
أي بادروه. والرهق : الذي به خفة وحدة. وقيل : الرهق : السفه وهو بمعنى السفيه. وعضه السلطان : أي أرهقه وأعجله وضيق عليه الأمر. والترعية : الذي يجيد رعى الإبل...
(٧) فى ب : تجعل، تصحيف.


الصفحة التالية
Icon