معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٠٤
كان يكنى : أبا الأشدين «١» : أنا أكفيكم سبعة عشر، واكفوني اثنين فأنزل اللّه :«وَ ما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً» (٣١)، أي : فمن يطيق الملائكة؟ ثم قال :«وَ ما جَعَلْنا عِدَّتَهُمْ» فى القلة «إِلَّا فِتْنَةً» (٣١) على الذين كفروا ليقولوا ما قالوا، ثم قال :«لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ» (٣١) يقينا إلى يقينهم لأنّ عدة الخزنة لجهنم فى كتابهم : تسعة عشر، «وَ يَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً» (٣١) لأنها فى كتاب أهل الكتاب كذلك.
وقوله : وَاللَّيْلِ [١١٣/ ا] إِذْ أَدْبَرَ (٣٣).
قرأها ابن عباس :«و الليل [١١٣/ ا] إذا دبر» ومجاهد وبعض أهل المدينة كذلك «٢» وقرأها كثير من الناس «وَ اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ» :
[حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال :«٣»] حدثنا الفراء قال : حدثنى بذلك محمد بن الفضل عن عطاء عن أبى عبد الرحمن عن زيد أنه قرأها :«وَ اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ» وهى فى قراءة عبد اللّه :
«و الليل إذا أدبر». وقرأها الحسن كذلك :«إذا أدبر» كقول عبد اللّه.
[حدثنا أبو العباس قال حدثنا «٤» محمد] قال حدثنا الفراء قال : وحدثنى «٥» قيس عن على بن الأقمر عن رجل - لا أعلمه إلّا الأغر - عن ابن عباس أنه قرأ :«و الليل إذا دبر».
وقال : إنما أدبر ظهر البعير [حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد «٦»] قال حدثنا الفراء قال :
و حدثنا قيس عن على بن الأقمر عن أبى عطية عن عبد اللّه بن مسعود أنه قرأ «أَدْبَرَ» [قال الفراء :
ما أرى أبا عطية إلّا الوادعي بل هو هو، وقال الفراء : ليس فى حديث قيس إذ، ولا أراهما إلا لغتين «٧»]. يقال : دبر النهار والشتاء والصيف وأدبر. وكذلك : قبل وأقبل، فإذا قالوا : أقبل الراكب وأدبر لم يقولوه إلا بألف، وإنهما فى المعنى عندى لواحد، لا أبعد أن يأتى فى الرجل ما أتى فى الأزمنة.
(٢) فى الإتحاف (٤٢٧). اختلف فى «و الليل إذا أدبر»، فنافع وحفص وحمزة ويعقوب وخلف بإسكان الذال ظرفا لما مضى من الزمان، أدبر بهمزة مفتوحة، ودال ساكنة على وزن أكرم، وافقهم ابن محيصن والحسن.
والباقون بفتح الذال ظرفا لما يستقبل، وبفتح دال دبر على وزن ضرب. لغتان بمعنى، يقال : دبر الليل وأدبر.
(٣، ٤) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.
(٥) فى ش : حدثنى.
(٦، ٧) ما بين الحاصرتين من ح، ش، والعبارة فى ب مضطربة وبها سقط.