معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢١٠
يقولون : إنما ذكرنا فعل الشمس لأنها لا تنفرد بجمع حتى يشركها غيرها، فلما شاركها مذكر كان القول فيهما جمعا، ولم «١» يجر جمعتا، فقيل لهم : كيف تقولون الشمس [١١٦/ ا] جمع والقمر؟
فقالوا : جمعت، ورجعوا عن ذلك القول.
وقوله عز وجل : أَيْنَ الْمَفَرُّ (١٠).
قرأه [الناس المفر] «٢» بفتح الفاء [حدثنا أبو العباس قال، حدثنا محمد قال»
] وقال : حدثنا الفراء، قال : وحدثنى يحيى بن سلمة «٤» بن كهيل عن أبيه عن رجل عن ابن عباس أنه قرأ :«أَيْنَ الْمَفَرُّ» وقال : إنما المفر مفر الدابة حيث تفر، وهما لغتان : المفر والمفر «٥»، والمدبّ والمدبّ. وما كان يفعل فيه مكسورا مثل : يدب، ويفر، ويصح، فالعرب تقول : مفر ومفر، ومصح ومصح، ومدب ومدب. أنشدنى بعضهم :
كأن بقايا الأثر فوق متونه مدب الدّبى فوق النقا وهو سارح «٦»
ينشدونه : مدب، وهو أكثر من مدب. ويقال : جاء على مدب السيل، [ومدب السيل ] «٧»، وما فى قميصه مصح ولا مصحّ.
وقوله عز وجل : كَلَّا لا وَزَرَ (١١).
والوزر : الملجأ.
وقوله عز وجل : يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ
(١٣).
يريد : ما أسلف من عمله، وما أخر من سنة تركها يعمل بها من بعده، فإن سن «٨» سنة حسنة
(٢) سقط فى ش.
(٣) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.
(٤) كذا فى ش، وفى ب، ح : عن، تصحيف. انظر ميزان الاعتدال : ٤ : ٣٨١.
(٥) المفسّر : قراءة الجمهور، والمفسّر، قراءة مجاهد والحسن وقتادة (تفسير القرطبي ١٩/ ٩٨).
(٦) الدّبى : الجراد قبل أن يطير، وعن أبى عبيدة : الجراد أول ما يكون سرو وهو أبيض، فإذا تحرك واسود فهو دبى قبل أن تنبت أجنحته.
والنقا : الكثيب من الرمل. ورد البيت فى تفسير الطبري ١٩ : ٩٨ غير منسوب، وفيه : فوق البنا مكان : فوق النقا. وهو تصحيف.
(٧) سقط فى ش.
(٨) فى ش : سن حسنة.