معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢١٥
يقال : إنها عين تسمى الكافور، وقد تكون «١» كان مزاجها كالكافور لطيب ريحه، فلا تكون حينئذ اسما، والعرب [١١٨/ ا] تجعل النصب فى أي هذين الحرفين أحبوا. قال حسان :
كأنّ خبيئة من بيت رأس يكون مزاجها عسل وماء «٢»
و هو أبين فى المعنى : أن تجعل الفعل فى المزاج، وإن كان معرفة، وكل صواب. تقول : كان سيدهم أبوك، وكان سيدهم أباك. والوجه أن تقول : كان سيدهم أبوك لأن الأب اسم ثابت والسيد صفة من الصفات.
وقوله عز وجل : عَيْناً (٦).
إن شئت جعلتها تابعة للكافور كالمفسّرة، وإن شئت نصبتها على القطع من الهاء فى «مِزاجُها».
وقوله عز وجل : يَشْرَبُ بِها (٦)، و«يشربها».
سواء فى المعنى، وكأن يشرب بها : يروى بها. وينقع. وأما يشربونها فبيّن، وقد أنشدنى بعضهم «٣» :
شربن بماء البحر ثمّ ترفّعت متى لجج خضر لهنّ نئيج
و مثله : إنه ليتكلم بكلام حسن، ويتكلم كلاما حسنا.
وقوله عز وجل : يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً (٦).
أيها أحب الرجل من أهل الجنة فجرها لنفسه.
وقوله عز وجل : يُوفُونَ بِالنَّذْرِ (٧).

(١) فى ش : يكون.
(٢) الخبيئة : المصونة، المضنون بها لنفاستها. وبيت رأس : موضع بالأردن مشهور بالخمر.
ويروى البيت : كان سبيئة، وهى كذلك فى ديوانه؟ والسبيئة : الخمر، سميت بذلك. لأنها تستبأ أي : تشترى لتشرب، ولا يقال ذلك إلّا فى الخمر. انظر الكتاب. ١ : ٢٣، والمحتسب : ١ : ٢٧٩.
(٣) لأبى ذؤيب الهذلي يصف السحابات. والباء فى بماء بمعنى من، ومتى : معناها «فى» فى لغة هذيل. ونئيج أي سريع مع صوت. ديوان الشاعر : ٥١، و(تفسير القرطبي : ١٩/ ١٢٤). [.....]


الصفحة التالية
Icon