معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢١٨
«سلاسلا»، و«قواريرا» بالألف، فأجروا ما لا يجرى، وليس بخطأ، لأن العرب تجرى ما لا يجرى فى الشعر، فلو كان خطأ ما أدخلوه فى أشعارهم، قال متمم بن نويرة :
فما وجد أظار ثلاث روائم رأين مجرّا من حوار ومصرعا «١»
فأجرى روائم، وهى مما لا يجرى «٢» فيما لا أحصيه فى أشعارهم.
وقوله عز وجل : مُخَلَّدُونَ (١٩).
يقول : محلّون مسورون، ويقال : مقرطون، ويقال : مخلدون دائم شبابهم لا يتغيرون عن تلك السن، وهو أشبهها بالصواب - واللّه أعلم - وذلك أن العرب إذا كبر الرجل، وثبت سواد شعره قيل : إنه لمخلد، وكذلك يقال إذا كبر ونبتت له أسنانه وأضراسه قيل : إنه لمخلد ثابت الحال.
كذلك الولدان ثابتة أسنانهم.
وقوله عز وجل : وَإِذا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً (٢٠).
يقال «٣» : إذا رأيت ما ثمّ رأيت نعيما، وصلح إضمار (ما) كما قيل :«لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ «٤»». والمعنى : ما بينكم، واللّه أعلم. ويقال : إذا رأيت [١١٩/ ب ] ثم، يريد : إذا نظرت، ثم إذا رميت ببصرك هناك رأيت نعيما.
وقوله عز وجل : عالِيَهُمْ «٥» ثِيابُ سُندُسٍ (٢١).
نصبها أبو عبد الرحمن وعاصم والحسن البصري، جعلوها كالصفة فوقهم «٦». والعرب تقول :
ورواية البيت فى المفضليات :
و ما وجد أظآر ثلاث روائم أصبن مجرا من...
إلخ والأظآر : جمع ظئر، وهى العاطفة على غير ولدها المرضعة له من الناس والإبل، والروائم : جمع رائم، وهن المحبات اللائي يعطفن على الرضيع. الحوار : ولد الناقة، المجر والمصرع : مصدران من : الجر والصرع، انظر اللسان، مادة ظأر و(المفضليات ٢/ ٧٠).
(٢) فى ش : مما يجرى، سقط.
(٣) فى ش : فقال.
(٤) سورة الأنعام : الآية ٩٤. [.....]
(٥) فى ش : عليم، خطأ.
(٦) عبارة القرطبي : قال الفراء : هو كقولهم فوقهم، والعرب تقول : قومك داخل الدار على الظرف لأنه محل (القرطبي ١٩/ ١٤٦).