معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٢٨
[١٢٣/ ا]
و قوله عز وجل : لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (٢٣).
حدّثت عن الأعمش أنه قال : بلغنا عن علقمة أنه قرأ «لبثين «١»» وهى قراءة «٢» أصحاب عبد اللّه. والناس بعد يقرءون :(لابثين)، وهو أجود الوجهين لأن (لابثين) إذا كانت فى موضع تقع فتنصب كانت بالألف، مثل : الطامع، والباخل عن قليل. والّلبث : البطيء، وهو جائز، كما يقال : رجل طمع وطامع. ولو قلت : هذا طمع فيما قبلك كان جائزا، وقال لبيد :
أو مسحل عمل عضادة سمحج بسراتها ندب له وكلوم «٣»
فأوقع عمل على العضادة، ولو كانت عاملا كان أبين فى العربية، وكذلك إذا قلت للرجل :
ضرّاب، وضروب فلا توقعنهما على شىء لأنهما مدح، فإذا احتاج الشاعر إلى إيقاعهما فعل، أنشدنى بعضهم :
و بالفأس ضرّاب رءوس الكرانف واحدها : كرنافة، وهى أصول السقف. ويقال : الحقب ثمانون سنة، والسنة ثلاثمائة وستون يوما، اليوم منها ألف سنة من عدد أهل الدنيا «٤».
وقوله عز وجل : لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً (٢٤).
[حدثنا أبو العباس قال «٥»] : حدثنا محمد قال : حدثنا الفراء قال : حدثنى حبّان عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال : لا يذقون فيها برد الشراب ولا الشراب، وقال بعضهم : لا يذقون فيها بردا، يريد : نوما، قال الفراء : وإن النوم ليبرد صاحبه. وإن العطشان لينام فيبرد بالنوم.
(٢) فى ش : وهى فى قراءة
(٣) المسحل : الفحل من الحمر، وسحيله : صوته، عضادة : جانب. السمجح : الأتان الطويلة الظهر، سراتها : أعلى ظهرها. ندب : خدوش وآثار. وكلوم : جراحات من عضه إياها. والبيت فى ديوان لبيد : ١٢٥
و قبله : حرف أضربها السفار كأنها بعد الكلال مسدم محجوم
و فيه سنق مكان عمل، والسنق : الذي كره الأكل من الشبع.
والبيت من شواهد سيبويه : ١ ٥٧ وفيه شنج مكان شنق، ومعناه : ملازم. والسمحج : الطويلة على وجه الأرض
(٤) أورد اللسان؟ كلام الفراء هنا، وزاد بعد قوله : من عدد أهل الدنيا ما يأتى : قول الفراء. وليس هذا مما يدل على غاية كما يظن بعض الناس وإنما يدل على الغاية التوقيت، خمسة أحقاب أو عشرة أحقاب، والمعنى : أنهم يلبثون فيها أحقابا، كلما مضى حقب تبعه حقب آخر.
(٥) زيادة من ش. [.....]