معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٣٢
الطامع والطمع، والباخل والبخل. وقد فرق بعض المفسرين بينهما، فقال :(النخرة) : البالية، و(الناخرة) : العظم المجوف الذي تمر فيه الريح فينخر.
وقوله عز وجل : الْحافِرَةِ (١٠).
يقال : إلى أمرنا الأول إلى الحياة، والعرب تقول : أتيت فلانا ثم رجعت على حافرتى، أي رجعت إلى حيث جئت. ومن ذلك قول العرب : النقد عند الحافرة «١». معناه : إذا قال : قد بعتك رجعت عليه بالثمن، وهما فى المعنى واحد. وبعضهم : النقد عند الحافر. قال : وسألت عنه بعض العرب، فقال : النقد عند الحافر، يريد : عند حافر الفرس، وكأن هذا المثل جرى فى الخيل.
وقال بعضهم : الحافرة الأرض التي تحفر فيها قبورهم فسماها : الحافرة. والمعنى : المحفورة. كما قيل :
ماء دافق، يريد : مدفوق.
وقوله عز وجل : فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (١٤).
وهو وجه الأرض، كأنها سميت بهذا الاسم، لأن فيها الحيوان : نومهم، وسهرهم [حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد «٢»] قال : حدثنا الفراء، قال : حدثنى حبّان بن على عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس أنه قال :(الساهرة) : الأرض، وأنشد :
ففيها لحم ساهرة وبحر وما فاهوا به لهم مقيم «٣»
و قوله عز وجل : طُوىً (١٦).
هو واد بين المدينة ومصر «٤»، فمن أجراه قال : هو ذكر سمينا به ذكرا، فهذا سبيل ما يجرى «٥»، ومن لم يجره جعله معدولا [١٢٥/ ا] عن جهته. كما قال : رأيت عمر، وذفر، ومضر لم تصرف

(١) قيل : كانوا لنفاسة الفرس عندهم، ونفاستهم بها - لا يبيعونها إلّا، بالنقد، فقالوا : النقد عند الحافر، أي عند بيع ذات الحافر، ومن قال : عند الحافرة... فاعلة من الحفر لأن الفرس بشدة دوسها تحفر الأرض (انظر اللسان مادة حفر، والأمثال للميدانى : ٢ : ٢٦٤).
(٢) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش.
(٣) البيت لأمية بن أبى الصلت.
والرواية فى كل من : القرطبي، ١٩ ١٩٧، والبحر المحيط ٨/ ٤١٧ : وفيها مكان ففيها، وصدر البيت فى الديوان : ٥٤ وفرائد القلائد : ١٣٢ فلا لغو ولا تأثيم فيها.
(٤) فى معجم البلدان : هو موضع بالشام عند الطور.
(٥) كذا فى النسخ، وسياق الكلام يوجب (من).


الصفحة التالية
Icon