معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٣٣
لأنها معدولة عن جهتها، كأن عمر كان عامرا، وزفر زافرا، وطوى طاو، ولم نجد اسما من الياء والواو عدل عن جهته غير طوى، فالإجراء فيه أحب إلىّ : إذ لم أجد فى المعدول نظيرا.
وقوله عز وجل : فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى (٢٥).
إحدى الكلمتين قوله :«ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي «١»» والأخرى قوله :
«أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى » (٢٤).
وقوله جل وعز : فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولى.
أي : أخذه اللّه أخذا نكالا للآخرة والأولى.
وقوله تبارك وتعالى : أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ (٢٧).
يعنى : أهل مكة ثم «٢» وصف صفة السماء، فقال : بناها.
وقوله عز وجل : وَأَغْطَشَ لَيْلَها. (٢٩) أظلم ليلها.
وقوله جل وعز : وَأَخْرَجَ ضُحاها (٢٩). ضوءها ونهارها.
وقوله تبارك وتعالى : وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها (٣٠).
يجوز نصب الأرض ورفعها «٣». والنصب أكثر فى قراءة القراء، وهو مثل قوله :«وَ الْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ» «٤»، مع نظائر كثيرة فى القرآن.
وقوله عز وجل : مَتاعاً لَكُمْ (٣٣)، خلق ذلك منفعة لكم، ومتعة لكم، ولو كانت متاع لكم كان صوابا، مثل ما قالوا :«لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ» «٥»، وكما قال :«مَتاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ» «٦» وهو على الاستئناف يضمر له ما يرفعه،

(١) سورة القصص الآية : ٣٨.
(٢) سقط فى ش. [.....]
(٣) قرأ الجمهور : والأرض والجبال بنصبهما، وقرأ الحسن، وأبو حيوة، وعمرو بن عبيد، وابن أبى عبلة، وأبو السمال برفعهما (البحر المحيط ٨/ ٤٢٣).
(٤) سورة يس الآية : ٣٨.
(٥) سورة الأحقاف الآية : ٣٥.
(٦) سورة النحل الآية : ١١٧.


الصفحة التالية
Icon