معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٤٠
يقرن الرجل بقرينه الصالح فى الدنيا فى الجنة، ويقرن الرجل الذي كان يعمل العمل السيّء بصاحبه الذي كان يعينه على ذلك فى النار، فذلك تزويج الأنفس. قال الفراء : وسمعت «١» بعض العرب يقول : زوجت إبلى، ونهى اللّه أن يقرن بين اثنين، وذلك أن يقرن البعير بالبعير فيعتلفان معا، ويرحلان معا.
[حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد قال ] «٢» حدثنا الفراء قال : حدثنى حبّان عن الكلبي عن أبى صالح عن أبيه «٣» عن ابن عباس، وحدثنى على بن غراب عن ابن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس أنه قرأ :«و إذا الموؤدة سألت «٤»» (٨) «بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ» (٩) وقال : هى «٥» التي تسأل ولا تسأل وقد يجوز أن يقرأ :«بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ»، والمعنى : بأى ذنب قتلت. كما تقول فى الكلام :
عبد اللّه بأى ذنب ضرب، وبأى ذنب ضربت. وقد مرّ له نظائر من الحكاية، من ذلك [١٢٨/ ب ] قول عنترة :
الشاتمى عرضى ولم أشتمها والناذرين إذا لقيتهما دمى «٦»
و المعنى : أنهما كانا يقولان : إذا لقينا عنترة لنقتلنه. فجرى الكلام فى شعره على هذا المعنى.
واللفظ مختلف، وكذلك قوله
رجلان من ضبة أخبرانا إنا رأينا رجلا عريانا «٧»
و المعنى : أخبرانا أنهما، ولكنه جرى على مذهب القول، كما يقول «٨» : قال عبد اللّه : إنه إنه لذاهب «٩» وإنى ذاهب «١٠»، والذهاب له فى الوجهين جميعا.
(٢) سقط فى ش.
(٣) سقط فى ش.
(٤) وكذلك هو فى مصحف أبى (تفسير القرطبي : ١٩/ ٢٣٤)، وهى أيضا قراءة ابن مسعود وعلى وجابر ابن زيد ومجاهد (البحر المحيط : ٨/ ٤٣٣).
(٥) فى ش : وقال التي تسأل وقد.
(٦) الشاتماه : هما : ابنا ضمضم : هرم، وحصين اللذان قتل عنترة أباهما، فكانا يتوعدانه. وفى رواية : إذا لم القهما (انظر ص : ٣٤٣) من مختارات الشعر الجاهلى. وص : ١٥٤ من شرح ديوان عنترة.
(٧) انظر المحتسب : ١/ ١٠٩ والخصائص : ٢/ ٣٣٨. [.....]
(٨) فى ش : تقول.
(٩) فى ش : ذاهب.
(١٠) فى ش لذاهب