معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٤٣
كما تقول : ما هو بضنين بالغيب. والذين قالوا : بظنين. احتجوا بأن على تقوى «١» قوهم، كما تقول :
ما أنت على فلان بمتهم، وتقول : ما هو على الغيب بظنين : بضعيف، يقول : هو محتمل له، والعرب تقول للرجل الضعيف أو الشيء القليل : هو ظنون. سمعت بعض قضاعة يقول : ربما دلّك على الرأى الظنون، يريد : الضعيف من الرجال، فإن يكن معنى ظنين : ضعيفا، فهو كما قيل : ماء شريب، وشروب، وقرونى، وقرينى، وسمعت : قرونى وقرينى، وقرونتى وقرينتى «٢» - إلا أنّ الوجه ألّا تدخل الهاء. وناقة طعوم وطعيم، وهى التي»
بين الغثّة والسمينة.
وقوله عز وجل : فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (٢٦)؟
العرب تقول : إلى أين تذهب؟ وأين تذهب؟ ويقولون : ذهبت الشام، وذهبت السوق، وانطلقت الشام، وانطلقت السوق، وخرجت الشام - سمعناه فى هذه الأحرف الثلاثة : خرجت، وانطلقت، وذهبت. وقال الكسائي : سمعت العرب تقول : انطلق به الفور، فتنصب على معنى إلقاء الصفة، وأنشدنى بعض بنى عقيل «٤» :
تصيح بنا حنيفة إذ رأتنا وأىّ الأرض تذهب للصّياح
يريد : إلى أي الأرض تذهب [١٣٠/ ا] واستجازوا فى هؤلاء الأحرف إلقاء (إلى) لكثرة استعمالهم إياها.
ومن سورة إذا السماء انفطرت
قوله عز وجل : إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (١) : انشقت.
وقوله عز وجل : وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (٤).
خرج ما فى بطنها من الذهب والفضة، وخرج الموتى بعد ذلك، وهو «٥» من أشراط الساعة :
أن تخرج الأرض أفلاذ كبدها من ذهبها وفضتها. قال الفراء : الأفلاذ القطع من الكبد المشرح والمشرحة «٦»، الواحد فلذ، وفلذة.
(٢) وقرونى وقرينى، وقرونتى وقرينتى، وهى النفس والعزيمة.
(٣) فى ش : وهى بين.
(٤) نقل القرطبي فى تفسيره، ما حكاه الفراء عن العرب هنا، ثم أورد البيت وجعل «بالصياح» مكان «للصياح» (تفسير القرطبي : ١٩/ ١٤٢).
(٥) سقط فى ش.
(٦) من هامش ب، وصلب ش.