معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٥
قوله :«ثُمَّ «١» يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ» فى براءة ولو جزم ويعلم - جازم كان مصيبا
و قوله : وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كبير «٢» الإثم (٣٧).
قرأه يحيى بن وثاب «كبير» «٣» : وفسر عن ابن عباس : أن كبير الإثم هو الشرك فهذا موافق لمن قرأ : كبير [الإثم ] «٤» بالتوحيد وقرأ العوام :«كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ». فيجعلون كبائر كأنه شىء عام، وهو فى الأصل واحد، وكأنى أستحبّ لمن قرأ : كبائر أن يخفض الفواحش لتكون الكبائر مضافة إلى مجموع إذ كانت جمعا قال : وما سمعت أحدا من القراء خفض الفواحش.
وقوله «٥» : وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (٣٩).
نزلت خاصة فى أبى بكر الصديق (رحمه اللّه «٦»)، وذلك : أن رجلا من الأنصار وقع به عند رسول اللّه فسبّه، فلم يردد عليه أبو بكر ولم ينه رسول اللّه صلى اللّه عليه الأنصاري فأقبل عليه أبو بكر فرد عليه، فقام النبي - صلى اللّه عليه - كالمغضب واتبعه أبو بكر فقال :
يا رسول اللّه، ما صنعت بي أشدّ علىّ مما صنع بي : سبنى فلم تنهه، ورددت عليه فقمت كالمغضب، فقال النبي - صلى اللّه عليه - : كان الملك يرد عليه إذا سكتّ، فلما رددت عليه رجع الملك، فوثبت معه فنزلت هذه الآية. وفسرها شريك عن الأعمش عن إبراهيم فى قوله :«وَ الَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ»، قالوا»
: كانوا يكرهون أن بذلوا أنفسهم للفساق فيجترئوا عليهم.
وقوله : وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ [١٦٨/ ب ] فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (٤١) نزلت أيضا فى أبى بكر.
وقوله : يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ (٤٥).

(١) فى ب، ش ويتوب، وهو خطأ، والآية فى سورة التوبة : ٢٧.
(٢) فى ش كبائر. [.....]
(٣) اختلف فى «كبير الإثم» هنا، وفى النجم، فحمزة والكسائي وخلف «كبير» بكسر الباء بلا ألف ولا همز بوزن قدير، والباقون بفتح الباء، وألف بعدها ثم همزة مكسورة فيما جمع كبيرة (الإتحاف ٣٨٤).
(٤) زيادة من ب.
(٥) سقط فى ب، ح، ش.
(٦) فى ب رحمة اللّه عليه.
(٧) فى ب، ش قال.


الصفحة التالية
Icon