معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٥٤
و قوله عز وجل : ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥).
خفضه يحيى وأصحابه.
وبعضهم رفعه جعله من صفة اللّه تبارك وتعالى. وخفضه من صفة العرش،
كما قال :«بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ» (٢١) فوصف القرآن بالمجادة.
وكذلك قوله : فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢).
من خفض جعله من صفة اللوح «١»، ومن رفع جعله للقرآن، وقد رفع المحفوظ شيبة، وأبو جعفر المدنيان «٢».
ومن سورة الطارق
قوله عز وجل : وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ (١).
الطارق : النجم لأنه يطلع بالليل، وما أتاك ليلا فهو طارق،
ثم فسره فقال :
«النَّجْمُ الثَّاقِبُ» (٣) والثاقب : المضيء، والعرب تقول : أثقب نارك - للموقد، ويقال : إن الثاقب : هو «٣» النجم الذي يقال له : زحل. والثاقب : الذي قد ارتفع على النجوم. والعرب تقول للطائر إذا لحق ببطن السماء ارتفاعا : قد ثقّب. كل ذلك جاء «٤» فى التفسير.
وقوله عز وجل : لَمَّا عَلَيْها (٤).
قرأها العوام «لَمَّا»، وخففها بعضهم. الكسائي كان يخففها، ولا نعرف جهة التثقيل، ونرى أنها لغة فى هذيل، يجعلون إلّا مع إن المخففة (لمّا). ولا يجاوزون «٥» ذلك. كأنه قال : ما كل نفس إلا عليها [١٣٤/ ب ] حافظ.
(٢) وقرأ أيضا «مَحْفُوظٍ» بالرفع الأعرج، وزيد بن على وابن محيصن ونافع بخلاف عنه (البحر المحيط ٨/ ٤٥٣)
(٣) فى ش : هذا.
(٤) فى ش : قد جاء.
(٥) فى ش : ولا يجوزون، وهو تحريف.