معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٦٤
تكون :(ما) وما بعدها فى «١» معنى مصدر، كقوله :«وَ السَّماءِ وَما بَناها «٢»»، «وَ نَفْسٍ وَما سَوَّاها «٣»»، كأنه قال : والسماء وبنائها ونفس وتسويتها. ووالد وولادته، وخلقه الذكر والأنثى، فأينما وجّهته فصواب.
وقوله عز وجل : لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ (٤).
يقول : منتصبا معتدلا، ويقال : خلق فى كبد، إنه خلق يعالج ويكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة، [١٣٨/ ا] ونزلت فى رجل من بنى جمح كان يكنى : أبا الأشدين، وكان يجعل «٤» تحت قدميه الأديم العكاظي، ثم يأمر العشرة فيجتذبونه من تحت قدميه فيتمزق «٥» الأديم. ولم تزل قدماه. فقال اللّه تبارك وتعالى :«أَ يَحْسَبُ» (٥) لشدته «أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ» (٥) واللّه قادر عليه.
ثم قال : يقول :
أنفقت مالا كثيرا فى عداوة محمد صلّى اللّه عليه وهو كاذب، فقال اللّه تبارك وتعالى :«أَ يَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ» (٧) فى إنفاقه.
وقوله عز وجل : وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ (١٠).
النجدان : سبيل الخير، وسبيل الشر.
قال :[حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد] «٦» حدثنا الفراء قال :[حدثنا الكسائي قال : حدثنى قيس ] «٧» وحدثنى قيس عن زياد بن علاقة عن أبى عمارة عن على رحمه اللّه فى قوله جل وعز :«وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ» قال : الخير والشر.
وقوله عز وجل : فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١).
ولم يضم إلى قوله :[فلا اقتحم ] كلام آخر فيه (لا) لأن العرب لا تكاد تفرد (لا) فى الكلام حتى يعيدوها عليه فى كلام آخر، كما قال عز وجل :«فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى «٨»» و«لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ «٩»»، وهو مما كان فى آخره معناه، فاكتفى بواحدة من
(٢) سورة الشمس الآية : ٥.
(٣) سورة الشمس الآية : ٧.
(٤) فى ش : يضع.
(٥) فى ش : فيمزق. [.....]
(٦، ٧) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.
(٨) سورة القيامة، الآية : ٣١.
(٩) سورة يونس، الآية : ٦٢.