معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٦٥
أخرى.
أ لا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بشيئين، فقال :«فَكُّ رَقَبَةٍ، أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ»، ثم كان [من الذين آمنوا «١»] ففسرها بثلاثة أشياء، فكأنه كان «٢» فى أول الكلام، فلا فعل ذا ولا ذا ولا ذا «٣».
وقد قرأ العوام :«فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعامٌ «٤»» (١٤)، وقرأ الحسن البصري :«فَكُّ رَقَبَةٍ» وكذلك على بن أبى طالب [حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد «٥»] قال : حدثنا الفراء قال : وحدثنى «٦» محمد بن الفضل المروزي عن عطاء عن أبى عبد الرحمن عن على أنه قرأها :
«فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ «٧»» وهو أشبه الوجهين بصحيح العربية لأن الإطعام : اسم، وينبغى أن يرد على الاسم «٨» اسم مثله، فلو قيل : ثم إن كان أشكل للإطعام، والفك، فاخترنا : فكّ رقبة لقوله :«ثُمَّ كانَ»، والوجه الآخر جائز تضمر فيه (أن)، وتلقى [١٣٨/ ب ] فيكون مثل قول الشاعر «٩» :
ألا أيها ذا الزّاجرى أحضر الوغى وأن أشهد اللذّات هل أنت مخلدى
ألا ترى أن ظهور (أن) فى آخر الكلام يدل : على أنها معطوفة على أخرى مثلها فى أول الكلام وقد حذفها.
وقوله عز وجل : أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤).
ذى مجاعة، ولو كانت «ذا مسغبة» تجعلها من صفة اليتيم، كأنه قال : أو أطعم فى يوم يتيما ذا مسغبة أو مسكينا [حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد «١٠»] قال : حدثنا الفراء قال : وحدثنى «١١» حبّان

(١) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.
(٢) فى ش، قال.
(٣) هذه رواية : ش.
(٤) وهو اختيار أبى عبيد، وأبى حاتم، لأنه تفسير لقوله تعالى :«وَ ما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ»؟ ثم أخبره فقال :
«فَكُّ رَقَبَةٍ، أَوْ إِطْعامٌ»، والمعنى : اقتحام العقبة : فك رقبة أو إطعام (تفسير القرطبي ٢٠/ ٧٠)
(٥) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش.
(٦) فى ش : حدثنى.
(٧) وبها قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي : أيضا (تفسير القرطبي : ٢٠/ ٧٠).
(٨) فى ش : على اسم مثله.
(٩) لطرفة فى معلقته، وأحضر بالنصب بأن المحذوفة على مذهب الكوفيين، والبصريون يروونه بالرفع (الإنصاف : ٣٢٧) وانظر (الخزانة ١/ ٥٧ و٣/ ٥٩٤، ٦٢٥).
(١٠) ما بين الحاصرتين زيادة فى ش.
(١١) فى ش : حدثنى. [.....]


الصفحة التالية
Icon