معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٦٦
عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس : أنه مرّ بمسكين لاصق بالتراب حاجة، فقال : هذا الذي قال اللّه تبارك وتعالى :«أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ»
(١٦) «والموصدة» (٢٠) : تهمز ولا تهمز، وهى : المطبقة.
ومن سورة الشمس وضحاها
و قوله عز وجل : وَالشَّمْسِ وَضُحاها (١) ضحاها : نهارها، وكذلك قوله :«وَ الضُّحى «١»» هو النهار كله بكسر «٢» الضحى : من ضحاها، وكل الآيات التي تشاكلها، وإن كان أصل بعضها بالواو.
من ذلك : تلاها، وصحاها، ودحاها لما ابتدئت السورة بحروف الياء والكسر اتّبعها ما هو من الواو، ولو كان الابتداء للواو «٣» لجاز فتح ذلك كله. وكان حمزة يفتح ما كان من الواو، ويكسر ما كان من الياء، وذلك من قلة البصر بمجارى كلام العرب، فإذا انفرد جنس الواو فتحته، وإذا انفرد جنس الياء، فأنت فيه بالخيار إن فتحت وإن كسرت فصواب.
وقوله عز وجل : وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها (٢) قال الفراء : أنا أكسر كلّا [١٣٩/ ا]، يريد اتبعها يعنى اتبع «٤» الشمس، ويقال : إذا تلاها فأخذ من ضوئها، وأنت قائل فى الكلام : اتبعت قول أبى حنيفة، وأخذت بقول أبى حنيفة، والاتباع والتلوّ سواء.
وقوله عز وجل : وَالنَّهارِ إِذا جَلَّاها (٣) :
جلّى الظلمة، فجاز الكناية عن الظلمة ولم تذكر لأنّ معناها معروف، ألا ترى أنك تقول :
أصبحت باردة، وأمست باردة، وهبت شمالا، فكنى عن مؤنثات لم يجر لهن ذكر لأن معناها «٥» معروف.
وقوله عز وجل : فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (٨) عرفها سبيل الخير، وسبيل الشر، وهو مثل قوله :«وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ «٦»».
(٢) فى ش : تكسر، والمراد تميل ألف الضحى.
(٣) سقط فى ش.
(٤) فى ش : يعنى : الشمس.
(٥) فى ش : معناهن.
(٦) سورة البلد الآية : ١٠.