معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٦٨
و قوله عز وجل : إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها (١٢) يقال : إنهما كانا اثنين فلان ابن دهر، والآخر قدار «١»، ولم يقل : أشقياها، وذلك جائز لو أتى لأن العرب إذا [أضافت ] «٢» أفعل التي يمدحون بها وتدخل فيها (من) إلى أسماء وحدوها فى موضع الاثنين والمؤنث والجمع، فيقولون للاثنين : هذان أفضل الناس، وهذان خير الناس، ويثنون أيضا، أنشدنى فى تثنيته أبو القمقام الأسدى :
أ لا بكر النّاعى بخيرى بنى أسد بعمرو بن مسعود، وبالسّيّد الصّمد
فإن تسلونى بالبيان فإنّه أبو معقل لا حىّ عنه، ولا حدد «٣»
قال الفراء : أي لا يكفى عنه حىّ، أي لا يقال : حىّ على فلان سواه، ولا حدد : أي لا يحد عنه لا يحرم، وأنشدنى آخر فى التوحيد، وهو يلوم ابنين له :
يا أخبث الناس كل الناس قد علموا لو تستطيعان كنّا مثل معضاد «٤»
فوحّد، ولم يقل : يا أخبثى، وكل صواب، ومن وحّد فى الإثنين قال فى الأنثى أيضا :
هى أشقى القوم، ومن ثنى قال : هى شقيا النسوة على فعلى.
وأنشدنى المفضل الضبي :
غبقتك عظماها سناما أو انبرى برزقك براق المتون أريب «٥»
و قوله عز وجل : فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ (١٣) نصبت الناقة على التحذير حذرهم إياها، وكل تحذير فهو نصب [١٤٠/ ا] ولو رفع على «٦» ضمير : هذه ناقة اللّه، فإن العرب قد ترفعه، وفيه معنى التحذير، ألا ترى أن «٧» العرب تقول : هذا

(١) هو قدار بن سالف. [.....]
(٢) سقط فى ش.
(٣) ورد البيت الأول فى الصحاح (خير) منسوبا إلى سيرة ابن عمرو الأسدى، وفى الأغانى : ١٩ : ٨٨ إلى نادبة بنى أسد. والمقصود بالسيد الصمد : خالد بن نضلة، وكان هو وعمرو بن مسعود نديمين للمنذر بن السماء، فراجعاه بعض القول على سكره، فغضب، فأمر بقتلهما.
(٤) المعضاد من السيوف :
الممتهن فى قطع الشجر وهو كذلك سيف يكون مع القصابين تقطع به العظام (اللسان).
(٥) حلب عظمى نوقه سناما فسقاه لبنها عشيا.
(٦) سقط فى ش.
(٧) فى ش : ألا ترى العرب نقول.


الصفحة التالية
Icon