معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٧٠
الكوفة «١» والبصرة :«وَ لا يَخافُ عُقْباها» بالواو «٢» والواو فى التفسير أجود [١٤٠/ ب ] لأنه جاء :
عقرها ولم يخف عاقبة عقرها، فالواو هاهنا أجود، ويقال : لا يخاف عقباها. لا يخاف اللّه أن ترجع وتعقب بعد إهلاكه، فالفاء بهذا المعنى أجود من الواو وكل صواب.
ومن سورة الليل
قوله عز وجل : وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى (٣).
هى فى قراءة عبد اللّه «و الذكر والأنثى» فلو خفض خافض فى قراءتنا «الذَّكَرَ وَالْأُنْثى «٣»» يجعل «وَ ما خَلَقَ» كأنه قال : والذي «٤» خلق من الذكر والأنثى، وقرأه العوام على نصبها، يريدون :
و خلقه الذكر والأنثى.
وقوله عز وجل : إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (٤).
هذا جواب القسم، وقوله :«لَشَتَّى» يقول : لمختلف، نزلت فى أبى بكر بن أبى قحافة رحمه اللّه، وفى أبى سفيان، وذلك أن أبابكر الصديق رضى اللّه عنه اشترى تسعة رجال كانوا فى أيدى المشركين من ماله يريد به اللّه تبارك وتعالى فأنزل اللّه جل وعز فيه ذلك :«فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى » (٥) «وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى » (٦) أبو بكر «فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى » (٧) للعود إلى العمل الصالح.
وقوله عز وجل : وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى (٩) :
بثواب الجنة : أنه لا ثواب.
وقوله : فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى (١٠).
يقول : قد خلق على أنه شقى ممنوع من الخير، ويقول القائل : فكيف قال :«فسنيسّره
(٢) قرأ نافع وابن عامر : فلا بالفاء. والباقون بالواو.
روى ابن وهب، وابن القاسم عن مالك قالا : أخرج إلينا مالك مصحفا لجده، وزعم : أنه كتبه فى أيام عثمان ابن عفان حين كتب المصاحف، وفيه :«وَ لا يَخافُ» بالواو، وكذا هى فى مصاحف أهل مكة والعراقيين بالواو، واختاره أبو عبيد وأبو حاتم اتباعا لمصاحفهم (القرطبي : ٢٠/ ٨٠).
(٣) قرأ الكسائي : بخفضهما على أنه بدل من محل ما خلق بمعنى : وما خلقه اللّه، أي : ومخلوق اللّه الذكر والأنثى (تفسير الزمخشري : ٤/ ٢١٧).
(٤) كذا فى ش، وفى ب، ح : اللذين.