معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٧١
للعسرى» فهل فى العسرى تيسير؟ فيقال فى هذا فى إجازته بمنزلة قول اللّه تبارك اللّه وتعالى :
«وَ بَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذابٍ أَلِيمٍ «١»». والبشارة فى الأصل على المفرح والسار فإذا جمعت «٢» فى كلامين : هذا خير، وهذا شر جاز التيسير فيهما جميعا.
وقوله عز وجل : فَسَنُيَسِّرُهُ سنهيئه. والعرب تقول : قد يسّرت الغنم إذا ولدت وتهيأت للولادة : وقال الشاعر «٣» :
هما سيدانا يزعمان وإنما يسوداننا أن يسّرت غنماهما
و قوله [١٤١/ ا] عز وجل : إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى (١٢).
يقول : من سلك الهدى فعلى اللّه سبيله، ومثله قوله :«وَ عَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ «٤»» يقول : من أراد اللّه فهو على السبيل القاصد، ويقال : إن علينا للهدى والإضلال، فترك الإضلال كما قال :
«سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ «٥»»، وهى تقى الحرّ والبرد.
وقوله جل وعز : وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى (١٣).
لثواب هذه، وثواب هذه.
وقوله تبارك وتعالى : فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (١٤).
معناه : تتلظى فهى فى موضع رفع، ولو كانت على معنى فعل ماض لكانت : فأنذرتكم نارا تلظّت.
[حدثنا أبو العباس قال : حدثنا محمد «٦»] قال : حدثنا الفراء، قال : حدثنى سفيان بن عيينة «٧»

(١) سورة التوبة الآية ٣. [.....]
(٢) فى ش : اجتمع.
(٣) هو أبو أسيّدة الدّبيرىّ، وقبل هذا البيت :
إنّ لنا شيخين لا ينفعاننا غنيّين، لا يجدى علينا غناهما
و معنى البيت كما فى اللسان :«ليس فيهما من السيادة إلا كونهما قد يسرت غنماهما» والعرب : تقول : قد يسرت الغنم إذا ولدت وتهيأت للولادة. ويسرت الغنم : كثرت وكثر لبنها ونسلها، - (اللسان مادة يسر) وانظر (تهذيب الألفاظ : ١٣٥، والحيوان : ٦/ ٦٥، ٦٦).
(٤) سورة النحل الآية : ٩.
(٥) سورة النحل الآية : ٨١.
(٦) ما بين الحاصرتين زيادة من ش.
(٧) هو سفيان بن عيينة بن أبى عمران ميمون أبو محمد الهلالي الكوفي ثم المكي الأعور الإمام المشهور، ولد سنة سبع ومائة، وعرض القرآن على حميد بن قيس الأعرج، وعبد اللّه بن كثير، وثقه الكسائي، توفى سنة ١٩٨، ويقال : إنه حج ثمانين حجة. (طبقات القراء ١/ ٣٠٨).


الصفحة التالية
Icon