معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٨
و أنشدونى :
أ تجزع أن بان الخليط المودّع وحبل الصفا من عزة المتقطع؟ «١»
و فى كل واحد من البيتين ما فى صاحبه من الكسر والفتح، والعرب تقول : قد أضربت عنك، وضربت عنك إذا أردت به : تركتك، وأعرضت عنك.
وقوله : لِتَسْتَوُوا عَلى ظُهُورِهِ (١٣).
يقول القائل : كيف قال :«على ظهوره»، فأضاف الظهور إلى واحد؟
يقال له : إن ذلك الواحد فى معنى جمع بمنزلة الجند والجيش والجميع، فإن قال :
فهلا قلت : لتستووا على ظهره «٢»، فجعلت الظهر واحدا إذا أضفته إلى واحد؟
قلت : إن الواحد فيه معنى الجمع، فرددت الظهور «٣» إلى المعنى ولم تقل : ظهره، فيكون كالواحد الذي معناه ولفظه واحد، فكذلك تقول : قد كثرت نساء الجند، وقلت : ورفع الجند أعينه ولا تقل «٤» عينه. وكذلك كل ما أضفت إليه من الأسماء الموضوعة، فأخرجها على الجمع، فإذا أضفت إليه اسما فى معنى فعل جاز جمعه وتوحيده مثل قولك : رفع الجند صوته وأصواته أجود، وجاز هذا لأن الفعل لا صورة له فى الإثنين إلا كصورته فى الواحد.
وقوله : وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (١٣).
مطيقين، تقول «٥» للرجل : قد أقرنت لهذا أي أطقته، وصرت له قرنا.
وقوله : ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا (١٧).
الفعل للوجه، فلذلك نصبت الفعل، ولو جعلت «ظلّ» للرجل رفعت الوجه والمسود، فقلت :
ظل وجهه مسودّ وهو كظيم.

(١) انظر معانى القرآن ٢/ ١٣٤ وفى ش : أتجزع بأن الخليط، وهو خطأ.
(٢) فى ش : لتستروا ظهوره، تصحيف.
(٣) فى ش الظهر، تحريف.
(٤) فى (ب) ولا يقال، وفى ش ولم تقل. [.....]
(٥) فى (ا) يقول :


الصفحة التالية
Icon