معاني القرآن، ج ٣، ص : ٢٨٣
ومن سورة الزلزلة
قوله عز وجل! إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (١).
الزّلزال مصدر، قال [حدثنا الفراء قال ] «١»، وحدثنى محمد بن مروان قال : قلت : للكلبى :
أ رأيت قوله :«إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها» فقال : هذا بمنزلة قوله :«وَ يُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً «٢»» قال الفراء، فأضيف المصدر إلى صاحبه وأنت قائل فى الكلام : لأعطينّك عطيتك، وأنت تريد عطية، ولكن قرّبه من الجواز موافقة رءوس الآيات التي جاءت بعدها.
والزّلزال بالكسر : المصدر والزّلزال بالفتح : الاسم. كذلك القعقاع الذي يقعقع - الاسم، والقعقاع المصدر. والوسواس «٣» : الشيطان وما وسوس إليك [أو حدثك، فهو اسم ] «٤» والوسواس المصدر.
وقوله عزّ وجلّ : وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (٢).
لفظت ما فيها من ذهب أو فضة أو ميّت.
وقوله جل وعز : وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها (٣).
الإنسان، يعنى به هاهنا : الكافر قال اللّه تبارك وتعالى :«يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها» (٤).
تخبر بما عمل [١٤٦/ ا] عليها من حسن أو سيىء.
وقوله عز وجل : بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (٥).
يقول : تحدّث أخبارها بوحي اللّه تبارك وتعالى، وإذنه لها، ثم قال :«لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ» (٦) فهى - فيما جاء به التفسير - متأخرة، وهذا موضعها. اعترض بينهما
(٢) سورة نوح الآية : ١٨.
(٣) فى هامش ب عند قوله : والقعقاع، المصدر :«و الوسواس، المصدر.
(٤) سقط فى ش.