معاني القرآن، ج ٣، ص : ٣١
و قوله :[١٧٠/ ١] وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ (٢٨).
اسم الإسلام، يقول لازمة لمن اتبعه، وكان من ولده، لعل أهل مكة يتبعون هذا الدين إذا كانوا من ولد إبراهيم صلى اللّه عليه، فذلك قوله :«لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» إلى دينك ودين إبراهيم صلى اللّه عليهما.
وقوله : لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (٣١).
ومعناه : على أحد رجلين عنى نفسه، وأبا مسعود الثقفي، وقال هذا الوليد بن المغيرة المخزومي، والقريتان : مكة والطائف.
وقوله : وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ (٣٢).
فرفعنا المولى فوق عبده، وجعلنا بعضهم يسبى بعضا، فيكون العبد والذي يسبى مسخّرين لمن فوقهما.
وقوله : لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا (٣٢)، و«سخريّا» وهما واحد هاهنا وفى :
«قَدْ أَفْلَحَ» «١»، وفى ص - سواء «٢» الكسر فيهن والضم لغتان «٣».
وقوله : وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً (٣٣).
أن فى موضع رفع.
وقوله لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ (٣٣).
إن شئت جعلت اللام مكررة فى لبيوتهم، كما قال :«يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ» «٤»، وإن شئت جعلت اللامين مختلفتين كأنّ الثانية فى معنى على كأنه قال : لجعلنا لهم على بيوتهم سقفا، وتقول للرجل فى وجهه : جعلت لك لقومك الأعطية، أي جعلته من أجلك لهم.
(٢) فى قوله تعالى :«أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصارُ» الآية ٦٣.
(٣) قرأ الجمهور «سخريا» بضم السين، وعمرو بن ميمون، وابن محيصن، وابن أبى ليلى، وأبو رجاء، وابن عامر بكسرها (البحر المحيط ٨/ ١٣).
(٤) سورة البقرة الآية ٢١٧.