معاني القرآن، ج ٣، ص : ٣٧
فما له يلحن فى قوله :(إذا قومك منه يصدون) إنما هى يصدون، العرب تقول : يصد ويصد «١» مثل : يشد ويشد، وينم وينم من النميم. يصدون منه وعنه سواء.
وقوله : وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ (٦١) وفى قراءة أبى :«و إنه لذكر للساعة»، وقد روى عن ابن عباس :«وَ إِنَّهُ لَعِلْمٌ «٢» لِلسَّاعَةِ» و(علم) جميعا، وكلّ صواب متقارب فى المعنى.
وقوله : يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ «٣» (٦٨).
وهى فى قراءة أهل المدينة :«يا عبادى». بإثبات الياء، والكلام وقراءة العوام على حذف الياء.
وقوله : وَأَكْوابٍ (٧١).
والكوب : المستدير الرأس الذي لا أذن له، قال عدى :
خير لها إن خشيت حجرة من ربّها زيد بن أيوب
متكئا تصفق أبوابه يسقى عليه العبد بالكوب
و قوله : تشتهى الأنفس (٧١)، وفى مصاحف «٤» أهل المدينة : تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ»
وقوله : لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٧٥) فى العذاب.
وفى قراءة عبد اللّه :(وهم فيها مبلسون)، ذهب إلى جهنم، والمبلس : القانط اليائس من النجاة «٦».
وقوله : وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (٧٦).
جعلت (هم) هاهنا عمادا، فنصب الظالمين، ومن جعلها اسما رفع، وهى فى قراءة عبد اللّه :
(ولكن كانوا هم الظّالمون).

(١) هما لغتان مثل يعرشون. وينمون (القرطبي ١٦/ ١٠٣) وانظر اللسان مادة صذد.
(٢) لعلم وهى أيضا قراءة أبى هريرة وقتادة ومالك بن دينار والضحاك أي أمارة (القرطبي ١٦/ ١٠٥).
(٣) لم يثبت فى ب، ح، ش :(عليكم اليوم). [.....]
(٤) فى ح ش مصحف.
(٥) قرأ أهل المدينة وابن عامر وأهل الشام : تشتهيه، والباقون تشتهى : أي تشتهيه تقول : الذي ضربت زيد أي الذي ضربته زيد (القرطبي ١٦/ ١١٤).
(٦) والساكت من الحزن أو الخوف، والانكسار (اللسان).


الصفحة التالية
Icon